مما يضايق المستهلك كثيرا ويسبب له الاستياء والتذمر، مشهد يكرره أمامه العديد من التجار الذين يفرضون منطقهم وخيارتهم على الزبائن بطريقة محرجة، وبسلوك دبلوماسي مفاجئ يقترح التاجر على المستهلك اقتناء كمية أكبر مما طلب وأكثر مما يحتاج، وتعرف الظاهرة انتشارا واسعا خلال السنوات القليلة الماضية في الأسواق كما في معظم المحلات التجارية.
يصدر عن بعض التجار سلوكا غير لائق ومرفوض عند ممارسة نشاطهم، حيث عندما يقبل الزبون على سبيل المثال لاقتناء فاكهة أو لحم أو فواكه مجففة أو مكسرات ويكون ثمنها مرتفعا، يقترح التاجر على المستهلك الذي طلب رطلا، أخذ 800غ أو 1 كيلوغرام، لأن الكمية التي وزنها يرغب في بيعها والتخلص منها بطريقة أقل ما يقال عنها أنها تفتقد للباقة، خاصة أن هذا السلوك يصدر منه أمام زبائن آخرين، وهناك من يراها أنها مقصودة من التاجر حتى يحرج المستهلك ويدفعه على شراء كمية أكبر وجني ربح أوفر بسلوك مبتذل وغير مرغوب فيه.
تحوّلت هذه الظاهرة إلى عادة تلتصق بالتاجر والميزان، أي كلما حضر الميزان تعالت السلوكيات الغريبة والمستجدة غير المرغوب فيها من طرف الكثير من الزبائن، واستنسخت لدى العديد من الباعة الذين لا يتقبّلون إلا البيع وفق مزاجهم وقواعدهم التي وضعوها من تلقاء أنفسهم، وبالمقابل ينبغي أن يدرك التاجر، أن المستهلك الذي حضر لاقتناء شرائح لحم قليلة أو حبات تفاح سعرها لا يقل عن 400 دج، لا يملك من المال حتى يشتري كمية أكبر حيث ميزانيته لا تسمح والنقود المتوفرة لديه لا تغطي كمية أكبر.
يمكن للمستهلك أن يساهم في القضاء على هذه الظاهرة، بتقديم ملاحظات نقد صريحة للتاجر من أجل تغيير سلوكه، وبهدف التخلي عن هذه العادة غير مستحبة، وتصحيح كل ما يؤرق المستهلك حتى لا ينفر من التردّد على التسوق واقتناء حاجياته من هذه الفئة من التجار التي يرى أنها تندرج ضمن ذكاء التجار الانتهازيين.