يطلق بعض التجار من حين لآخر عروضا مغرية لاستقطاب المستهلك، والمثير في الأمر أنهم يتفنّون في تلميع صورة العرض، وأحيانا يخفي هذا الأخير وراءه مكرا وتحايلا كبيرا، وهذا ما يجعل المستهلك حذرا وأكثر فطنة للكثير من التجاوزات العديدة التي قد يرتكبها البائع وتنطلي بعضها على الزبون.
قد ينجذب المستهلك نحو عرض مكتوب عليه «ثلاث دجاجات بسعر 1000 دج» فيقبل باغتباط شديد، في وقت تشهد أسعار الدجاج ارتفاعا كبيرا ناهز سقف 400 دج للكيلوغرام الواحد، ولم يعاود الانخفاض في الأسعار منذ تسجيلها لهيبا خلال الأسابيع الماضية، فيعتقد المستهلك أنه أمام فرصة ثمينة تسمح له بتقليص النفقات التي ترتفع بشكل محسوس خلال شهر رمضان، غير أنه وبعد دخوله عند الجزار وإقباله على العرض، يصاب بخيبة أمل عندما يجد أن حجم كل دجاجة صغير جدا وقد لا يتجاوز وزن كل واحدة رطلا فقط، بمعنى أن بائع الدجاج نسج للزبائن فخا، لأنه يغريهم تحت طائلة الكم والسعر المنخفض والمنافس، وعندما يقبلون على بضاعته يلقنهم درسا لا ينسى.
بينما بعض باعة اللحوم البيضاء الذين يمكن أن تجد عندهم ما تريد بالكميات الصغيرة أو الكبيرة، حيث يمكن اقتناء دجاجة كما يتاح شراء صدور أو أفخاذ دجاج منفصلة بسعر محدد، غير أنه لدى بيع التاجر للأجنحة فإنه يسأل الزبون إن كان يفتح الكيس أم لا، ولدى طمأنته البائع بأنه لن يفتحه تجنبا لخروج الرائحة منه، فإن التاجر يلجأ إلى حشو جزأ كبير من الكيس بأحشاء الدجاج وبالمقابل لا يضع سوى كمية قليلة من الأجنحة بسعر منافس يجذب كثيرا الزبائن محدودي الدخل.
ويتمادى التجار كثيرا في تزيين واجهات صناديق الفواكه بما يجعل المستهلك متحمسا للاقتناء، وقد يفشل الزبون في اختيار التاجر قبل فشله في اختيار الثمار خاصة سريعة التلف التي تجنى بين موسمي الربيع والصيف، لذا يمكن القول حتى في عملية التسوّق لا بد من الخبرة والفطنة، من أجل التوفيق في شراء سلع جيدة بأسعار غير مبالغ فيها، فيمكن بالصبر أن نخفّض ميزانية التسوّق بنسبة كبيرة إذا ما يتحلى الزبون بنظرة متحفحة ودقيقة وكذا تبقى عينه منفتحة على التاجر وكل ما يشتريه، قبل أن يدفع الثمن وينصرف من السوق، أي قبل فوات الأوان.