القضية الفلسطينية وإن تناساها البعض من الأشقاء الفرقاء تعود إلى المشهد مع بوادر انتفاضة ضد وضع لا يمكن أن يحتمل، تصنعه عصابات الكيان الصهيوني، متمترسة وراء صمت وتواطؤ دوليين، في عالم لم يعد يعير للقانون الدولي أهمية، ما يدفع إلى توترات مدمّرة.
التطورات المتسارعة، التي أحدثتها عولمة الشر والتعاطي المفضوح لقوى الحل والربط في مجلس الأمن مع الأزمات الإقليمية والدولية في ربوع الكون، أعادت ترتيب القضية المركزية تاريخيا ليخلو الجو لقوى الاستعمار الجديد لإعادة التموقع وكسب نفوذ جديد، ما أطلق العنان للاحتلال الإسرائيلي ليعبث بأرض وشعب يأبيان الاختفاء ولو أراد أهل الدار أنفسهم.
بعد التقسيم وتقطيع الأوصال بتمزيق للجغرافيا وتأجيج فتنة اقتتال داخلي تعود القضية وتاجها القدس الشريف لتصحح المسار يخطه أبناء الشعب الفلسطيني على اختلاف توجهاتهم الإيديولوجية والفكرية والدينية، قاسمهم المشترك الأرض التي تتعرض للقضم والتلويث الممنهج.
إنها ضريبة اتفاقيات إذعان، تبيّن أن الطرف الفلسطيني فيها هو الأضعف أمام احتلال عنصري واستيطاني يمارس «أبارتايد» وعرقي مفضوح، بمباركة من أوصيائه في الغرب والشرق، لهم معايير غير إنسانية في التعامل مع حالة احتلال قائمة بتصنيف القانون الدولي، الملاذ الوحيد اليوم في معركة الوجود الفلسطيني.
لكن هل استعملت كل الأوراق على قلتها وضعفها، ونتذكر كيف أعادت الانتفاضة الشهيرة الجميع إلى مربعه قبل أن تجهضها كواليس مغشوشة، عرّتها تضحيات الدرة الطفل الشهيد وآلاف الأسرى، يموتون في صمت ولكن بكرامة فجرها أبناء القدس هذه الأيام ليذكروا الاحتلال أن الحق في الوجود خط أحمر تهون في سبيله التضحيات والمعاناة.