قضية تصفية واغتيال رؤساء ومسؤولين في القارة الإفريقية ليس بالشيء الجديد، لكن حادثة اغتيال الرئيس التشادي طرحت عديد التساؤلات، حول كيفية اغتياله ومن كان وراءها؟ حيث تعددت الروايات واختلفت التفاسير والتحليلات، والنتيجة واحدة هي سقوط ديبي...
بدأت رحلته مع السلطة في تشاد عام 1990 لما أطاح في انقلاب عسكري بسلفه حسين حبري، ووعد بأن تكون إدارته مختلفةً تماماً عن إدارة سلفه، حيث صرح لمحطةٍ إذاعية فرنسية أنذاك: «سيعمل حزب حركة الإنقاذ الوطني (حزب ديبي) على أن تصبح تشاد دولةً ديمقراطية». لكن الواقع أثبت العكس تماما، كيف لا وإدريس ديبي كان أحد أكثر الرؤساء الأفارقة بقاء في السلطة، ونجا من عدة محاولات انقلاب وتمرد، كما أن تشاد ماتزال مصنفة في المرتبة 187 من بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وأن حوالى 42% من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر في 2018، وفق البنك الدولي وتلك قصة أخرى.
في 20 أفريل 2021 توقفت رحلة أدريس ديبي مع السلطة، فبحسب الجيش التشادي سقط الرئيس الرجل في ساحة المعركة دفاعا عن وحدة الأراضي، وهي الرواية نفسها التي تتبناها فرنسا. وبحسب تقرير لموقع صحيفة «واشنطن بوست» ما تزال التفاصيل الدقيقة لمقتله غامضة. وبحسب الجريدة –دائما- يكون قد قتل أثناء سفره إلى شماليّ البلاد لتفقّد قواته التي تقاتل عناصر جبهة التغيير والوفاق، وهي جماعة متمرِّدة.
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فقد أوردت أنه من المحتمل أن تكون الجماعات العائدة من ليبيا هي من كانت وراء مقتله.
تعددت الروايات حول مقتل إدريس ديبي، رغم أنه لم يكن أول رئيس تشادي يلقى حتفه في ظروف غامض،ة حيث قتل قبله الرئيس التشادي فرانكوس تومبالبي في 13 أبريل 1975، في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، تنتظر هذا البلد الإفريقي فترات عصيبة.