بين فتح وربط “جلست” تاء التأنيث “حائرة” تنتظر مُخرجها من “دوخة” الاختيار، فلا هي استكانت لشعار “مكانها في المطبخ “ ولا إلى “تحرر ومساواة”، فكما تعودت دائما تجد “المرأة” نفسها الورقة “الجوكار” لأي لعبة مصلحية يحاول أًصحابها ربح حسابات شخصية.
لكن وكما كانت دائما، تبقى المرأة رهينة مجتمع انقلبت فيه المفاهيم إلى درجة انقلاب “سافيل على عافيل”، فلا يمكن بما كان قبول أن تصبح بطلة سيتكوم “عقلية دزيرية” في رمضان 2021 المرأة “القدوة” التي تصدرت الـ«تراند” منذ بداية الشهر الفضيل، والسبب أن القناة التي تبثه نقلتها من أضواء “الحفلات” و«السهرات الليلية” إلى أضواء شهرة لم تتعودها حتى “البطلة” نفسها.
هل المرأة بين فتح تائها وربطها فقدت بوصلة اتجاهها الصحيح، فلا هي ركنت إلى أغلال العُرف والتقاليد ولا هي قبلت قبولا تاما ونهائيا التحرر بلا قيد أو شرط، لتكون بذلك ابنة اللحظة والظرف، فتراها تتنقل بين هاته وتلك، حائرة في اختيار الأصلح والأصوب، لذلك شهدنا في رمضان هذه السنة ظاهرة غريبة كانت بطلتها امرأة يعتبرها المجتمع “خارجة” عن عاداته وأعرافه الخاضع لها، بينما يجعلها نفس المجتمع “ترندا” حطم أقوى الشخصيات الفنية.
ازدواجية عكستها “عقلية دزيرية” مثلت تفاصيلها التناقض الكبير الذي يعيشه المجتمع في شهر كان الأولى أن يكون فرصة لصناعة التغيير على المستوى الشخصي بإعطاء النفس جرعات إيمانية وروحانية وأخلاقية تليق بالنفحات الربانية بعيدا عن نقاشات سطحية اختزلت المرأة في “كوزينة” و«وردة” لم يحدد لونها بعد.
القضية لكنها مست المرأة في جوهرها من خلال تمييع دورها الاجتماعي والمحوري في صناعة الغد، لتصبح رهينة “وضع” أحكم سيطرته على تفاصيل المجتمع، فاليوم نعيش فلسفة حياة من نوع خاص لا مكان فيها للأصلح والأقدر.