الوضع الصحي، بقدر ما هو على درجة من التحكم بفضل جملة التدابير والإجراءات من جانب، وانخراط المواطنين في العمل الوقائي، بقدر ما يحمل تهديدا صريحا بعد تفشي الفيروس المتحور واتخاذه سبلا أخرى مخادعة لا تنفع معها لقاحات.
وحتى لا تضيع «الانفراج» التي ترافقها في كل مرة تدابير للتخفيف من الحجر وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، وفي انتظار تحصين المناعة الجماعية، لايزال على عاتق المواطن من كل الفئات واجب الالتزام بقواعد الاحتراز من تفشي كورونا، فليس من سبيل اليوم للنجاة سوى أن الحماية الذاتية ببعدها الجماعي.
لا يعقل أن تسقط قطاعات تستقطب الناس للضرورة، مثل النقل الجماعي بكل أنواعه ومحلات تجارية يتظاهر بعضها باحترام التباعد في الخطأ، بسبب تهاون أو تراخ مُكلف في النهاية، ما يستدعي درجة من الحس المدني، بالحرص على الوقاية، تفاديا للسقوط في متاهات العلاج ومآلاته الكارثية في غالب الأحيان، مع إجماع على أن الصحة مريضة.
العالم يصرخ ولا يجد طريقا للخلاص من وباء عطّل الاقتصاد ووضع مؤسسات عملاقة على خط إفلاس، هو خطر يحدق بنا جميعا، يقتضي إدراك أهمية إبقاء الوضع الوبائي تحت السيطرة مع اتجاه للرفع من وتيرة الأداء الاقتصادي في قطاعات إنتاجية لا ينبغي أن تتوقف، حتى لا تكون الفاتورة مزدوجة.
عندما تشاهد قطاع السياحة، في حالة بطالة غير معلنة، تضيع منه فرص نمو، بسبب فيروس مجهري مُدمر، كيف لا ينمو لدى الجميع الشعور بالمسؤولية للمساهمة في إنقاذ الموقف، لتستأنف الدورة الاقتصادية بجوانبها الاجتماعية، في أسرع وقت، ولو بأقل الأضرار، فبين النمو والركود خيط رفيع.
لا حيلة اليوم سوى أن يستشعر الجميع درجة المسؤولية في بناء الأمن الصحي الجماعي بإمكانيات قائمة لا تتطلب الكثير ما عدا سلوكات بسيطة أدواتها كمامة وتباعد إرادي يقي من تفشي فيروس دخل في لعبة القط والفأر.