رمضان بريء من مظاهر التراخي والتماطل، التي تصنع يومياتنا، ما عدا بعض القطاعات الاقتصادية (خاصة التجار)، التي تحافظ على وتيرة أداء إنتاجي، يتحدى فيها عمالها الظروف الصعبة ومشاق الأيام.
في هذا الشهر الفضيل، تتقاطع فيها القيم الروحية السامية من اجتهاد وتراحم من جانب والقيم الاقتصادية الجدية من عمل والتزام وحضور في عالم الشغل، ما يزيد من ارتفاع الحس المدني للفرد، تغلب عليه القناعة بأن الإنسان في النهاية هو مصدر القيمة المضافة.
للأسف، سلوكات لا تليق بالفرد في زمن التكنولوجيا تعود كل شهر لا تنفع معها مواعظ أو توعية وتحسيس، يرتفع الغش في العمل والتهرب من الأداء والتبرير الممل، فترى هناك نماذج سلبية تتخفى وراء حجج هي عناوين مخالفة تماما للصيام، عنوان الصدق.
مرافق عمومية وحتى مؤسسات خاصة تفقد تلك القيمة الإيجابية، وتتراجع عجلتها في أيام الشهر الفضيل. بينما المعادلة التنافسية لا تقبل التعطيل أو التوقف، لأن في الأفق تحديات كثيرة لا تنفع معها شعارات هي في النهاية معنى للإفلاس والفشل لدى بعض «الخلق» ممن سقطت عنهم أقنعة الجدية، ولبسوا أقنعة الزيف والتلاعب.
لماذا لا يفي الفرد بالتزاماته في العمل والمجتمع والجامعة والشارع، حيث تتصارع وتتجاذب مصالح لا يبدو أن القانون ينفع معها، وقد فشلت فيها حتى القيم لما يغيب الضمير؟.
حقيقة، الضمير، الذي يفترض أن يسمو في رمضان أكثر من كل الأشهر، تُعززه منظومة القيم التي يعلن الجميع تقاسمها. لكن عديد الأشخاص لا يلتزمون بقواعدها، فترى أكثر من صورة لفساد سلوكي، لا يمكن أن تتجسد باستمراره الأهداف على مستويات الفرد والمؤسسات والبلدان.
فمتى نجعل من رمضان موعدا للارتقاء الروحي والسلوكي والاقتصادي.