يسجّل هذه الأيام التهاب قياسي في أسعار الفواكه، التي لم تُعد في متناول عديد من الأسر متوسّطة ومحدودة الدخل خاصة في شهر رمضان، حيث ترتفع الميزانية العائلية أحيانا إلى الضعف، بفعل النّفقات الإضافية التي تستلزمها مائدة الإفطار، لكن مع ذلك بعض التجار يتمادون في غش المستهلك بخدع مستجدّة، وحيل قد تنطلي على زبائنهم، متجاهلين أصحاب القدرة الشّرائية الضّعيفة.
وفرة كبيرة وعرض مغر لمنتوج الفواكه المتنوّعة المستوردة منها والمحلية، من برتقال، موز، تمر، خوخ، زعرور «مشيمشة»، فراولة كيوي وأناناس وما إلى ذلك، لكن ليس الجميع قادر على الإقبال عليها، ومع ذلك نجد بعض التجار ينحرفون عن قاعدة نشاطهم، بهدف ربح أكبر وتجاوز مخاطر تكبّد الخسارة، مثل رشّ الفواكه بالماء من أجل الغش في الميزان، وهل الهدف إنعاش السّلع القديمة أم زيادة ثقل الثّمرات في الميزان؟
من السّلوكات المشينة كذلك، بعض التجار يفضّلون التخلص من كميات الفواكه برميها في سلة النّفايات، ويرفضون بيعها بسعر منخفض قبل أن تتلف، أي عندما ينخفض عليها الطلب، يبقون على أسعار بسقف ملتهب أو رميها، ولا يؤمنون بعملية البيع بالتخفيض، حيث يبدون سلوكا سيئا وكأنّهم ينتقمون من المستهلك، باستهداف قدرته الشرائية.
وبالنظر إلى حاوية النّفايات عند مدخل الأسواق في كثير من الأحيان، نجد كميات معتبرة من الخضر والفواكه، يبدا هذا السلوك المشين من أسواق الجملة التي ترمى فيها كميات معتبرة من البرتقال والعنب والمشمش والعديد من أنوع الخضر خاصة الطماطم والبطاطا..فلماذا هذا التبذير الممنهج والمفضوح؟ والسبب يقف وراءه التاجر الآمر والناهي في السوق والمتحكّم في جيوب المستهلكين، يستنزفها بجميع الطرق التي تجعله، الرابح الأول والأخير.