الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم «فاف»، يبدو أنه في أريحية، على الأقل بُعيْد انتخابه المثير للجدل، إذ يقف على نفس المسافة من الجميع بما في ذلك الهيئات الإقليمية والدولية، يجيد التواصل باللغتين العربية الفرنسية ويحوز رؤية إذا أنجز نصفها أمكنه القول بأنه نجح.
لكن ذلك ليس هيّنا، بالنظر للمحيط وتراكمات عشريات، أدخلت كرة القدم الجزائرية في نفق، يصعب الخروج منه، إلا إذا أرسى مسارا للدبلوماسية الكروية باتجاه «فيفا»، حكومة العالم بقوانينها وسلطانها، وفسادها أيضا.
عمل كبير ينتظر عمارة شرف الدين على أكثر من صعيد، أولها بالتأكيد تنظيف البطانة حيث الداء والدواء، وفتح الإعلام لكفاءات في الاتصال بعيدا عن أي معيار غير مهني لتبرز الهيئة والمؤسسة أكثر من الشخص والجماعة. ألم يدفع زطشي ثمن محيطه؟.
ليس من طريق أفضل للنجاح أن تكون الانطلاقة على أساس شفافية العمل وديمقراطية النقاش، كي لا يجد متلاعبون وقناصو الولاءات منفذا يتسللون منه إلى بيت المكتب القديم الجديد، إذ هناك - بلا شك - كثيرون يسيل لعابهم للاقتراب من الرجل، تارة بقبعة خبير وتارة لاعب قديم، أمر لم يعد يحتمل في لعبة قاعدتها المنافسة والروح الرياضية.
هل يجد الدواء لداء مزمن أصاب كرة القدم بكامل مفاصلها، زادها احتراف لا يحمل إلا الاسم تيهانا وضياعا، لولا أن الفريق الوطني كان ينقذ الموقف في كل مرة، آخرها انتزاع كأس أفريقا للأمم بلاعبين أغلبهم من مدارس أجنبية. لذلك، التكوين هو الحلقة الجوهرية في معادلة الإصلاح، بعيدا عن استنساخ تجارب أو تزيين واجهة.