الاغتيال الجبان لرئيس تنسيقية حركات الأزواد، سيدي ابراهيم ولد سيداتي، الأسبوع الماضي، في العاصمة باماكو، تختفي وراءه نوايا خبيثة ومبيّتة، هدفها ضرب اتفاق الجزائر للسلم والمصالحة في مالي.
الأمر ليس بالجديد، ففي كل مرة كانت تظهر بوادر لاستكمال مسار (اتفاق الجزائر) إلا وتتم عمليات أو هجمات تستهدف تارة أفراد بعثة «مينوسما» وتارة أخرى مواقع أو دوريات للجيش المالي، وإن لم تستطع العمليات استهداف لا بعثة الأمم المتحدة ولا الجيش المالي، توجّه إلى المدنيين ليبقى الهدف واضحا وواحدا من وراء كل ذلك، هو التشويش على مسار المصالحة في مالي ومحاولة تقويض اتفاق الجزائر؟
رئيس تنسيقة حركات الأزواد، سيدي ابراهيم ولد سيداتي، الذي كان من بين الموقّعين على اتفاق الجزائر، باسم تنسيقية الأزواد العام 2015، يأتي اغتياله في الوقت الذي أحرز فيه اتفاق السلم والمصالحة تقدّما لافتا، خاصة بعد تحدّي انعقاد اجتماع لجنة متابعة تطبيق بنود الاتفاق بكيدال، شمال البلاد، شهر فيفري 2021، وهي المرة لأولى الذي تحتضن فيه إحدى كبرى مدن الشمال اجتماعا من هذا المستوى منذ اندلاع الأزمة العام 2012.
يبدو أن التقدّم الذي أحرزه اتفاق السلم والمصالحة في مالي وبداية تطبيق بنوده، أزعج بعض الأطراف؛ أطراف لم تتوقف يوما عن محاولاتها اليائسة لضرب اتفاق الجزائر والتشويش عليه بكل الطرق، وما التصفية الجبانة لرئيس تنسيقية حركات الأزواد، سيدي ابراهيم ولد سيداتي، إلاّ دليلا واضحا على مناورات تحاول -عبثا - العودة بمالي إلى مربّع العنف وإحياء منطق الاقتتال والانفصال.
إن تجديد الأطراف المالية تمسكها باتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر والإجماع الذي بات يشكّله اتفاق الجزائر كأرضية وحيدة لاستكمال المصالحة الوطنية والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي المالية، أفشل وسيفشل كل المحاولات اليائسة التي تعمل على بعث مسارات موازية لمسار الجزائر الذي وصل إلى نقطة اللاعودة.