عندما يغيب الضمير وتسقط قيم المسؤولية تجاه المجتمع، لا غرابة في تلك المشاهد التي تشوه الإطار العام وتزكم الأنوف محليا، في يوم العلم، رمز الذكاء وتحصين المواطن من بوابة المدرسة.
فيما يرفع الرئيس سقف ترجمة معاني الذكرى بمحتواها التربوي والعلمي على مختلف المستويات، جوهرها الإنسان، بدءاً من الطفولة، ذخر المستقبل، يلاحظ حولنا تأخر عديد الجهات المحلية عن مواكبة المسار بكل جوانبه.
صورة سلبية مقيتة لإحدى مدارس بلديات غرب العاصمةو تحوّل مدخلها إلى مركز لإلقاء القمامة والنفايات، ولا أحد تحرك أو «كلاه قلبو»، في موقف استقالة أحد أطرافها المواطن نفسه.
كان على الأقل، أن تبادر البلدية المعنية وحتى المواطن، من باب حرمة يوم العلم، بإزالة تلك الأكوام المنفّرة، تعبيرا عن إدراك قيمة العلم وتقديرا للتلاميذ الذين بالتأكيد يتألمون لمنظر غريب لم يسبق أن برز حتى في سنوات الفقر والفاقة.
الجميع يشاهد ولا يتحرك، بينما «الجرم» في حق المدرسة والبيئة يطاردهم، في موقف كأنّ هناك عجزا عن الحركة والمبادرة، ومن بينهم من يتشدّق بخطابات التدجيل الديمقراطي، يراوغ هذا ويكذب على ذاك، طمعا في نيل توقيع للتشريعات أو صوت يوم الانتخاب.
الأدهى والأمرّ أن المواطن نفسه، خاصة إن كان وليّ تلميذ، تجرّد من الحسّ المدني، مديرا ظهره لواقع مر، يُمكن أن يُبادر بتغييره من خلال سلوك بسيط، قد يثير همّة الجميع لتستعيد قلعة العلم، احتضنت أجيالا متعاقبة، رونقها وهمتها، وربما بذلك تحيا الضمائر إشارة لبريق أمل يصعب حينها على المسؤول المحلي تجاهله.
على الأقل كان يتوجب تنظيف محيط المدرسة من القمامة ليوم واحد.