عندما تستبيح بعض القنوات الخاصة حرمة العائلات الجزائرية لتعرض مسلسلات وحصصا خاصة بالشهر الفضيل تتنافى مع عاداتها وتقاليدها، فهذا أمر يثير أكثر من سؤال لأنّه بمثابة تمييع للمجتمع حتى تحوّل اجتماع أفراد الأسرة الواحدة لمشاهدة مسلسل رمضاني يشارف على الاستحالة بسبب ما تقدّمه من مضمون يكرّس رّداءة و»صعلكة» كأسلوب حياة.
يفتقر أغلب ما يقدّم على مختلف شاشات القنوات الخاصة للهدف والغاية الأخلاقية من حبكة العمل التلفزيوني، فقد اختصرت الأعمال في كوميديا ساخرة وصلت إلى درجة «الغباء»، ودراما أهم ما يركّز فيها طاقم العمل على أزياء التي يقدمها الممثلون، حتى يخال المشاهد انه أمام عرض للأزياء في تقديم جديد.
بينما الأسوأ هو الاستعانة بمغنيين كانوا وما زالوا رمزا للرداءة والانحطاط الفني في الجزائر من أجل رفع نسبة المشاهدة، فلا يعقل لمن ينادي إلى الصعلكة في مختلف خرجاته الغنائية أن يكون ممثلا ناجحا، لأنه يفقد أهم أسباب النجاح وهو الاحترام.
هذا الواقع المر إذن تحوّل في السنوات الأخيرة إلى القانون المنظم لمختلف مناحي حياة المجتمع، لتفرض نفسها في صورة حرب الشوارع والعصابات بين شباب وقعوا ضحية شبكات منظمة للاتجار بالمخدرات والبشر، ولعل إضفاء بعض المسلسلات على مروجي دور الضحية هو تبرير غير مقنع للتهاوي الأخلاقي والاجتماعي الذي يعرفه المجتمع بسبب قانون «طاق على من طاق»، من الواجب العودة إلى الرسالة الاجتماعية التي تحملها الأعمال التلفزيونية التي عملت في سنوات سابقة دور التّحسيس والتوعية لمختلف فئات المجتمع.