«يظهرون ما لا يضمرون»، مقولة تنطبق تماما مع أولئك التجار الذين يرفعون شعارات تبعث في نفوس الزبائن الارتياح والاطمئنان، لكن بمجرد تعامل المستهلك مع عينة من التجار، يكتشف سوء نواياهم، وتغليب منطق الربح باستخدام جميع الوسائل وعبر انتهاج كل الطرق، حتى وإن كان ذلك على حساب الأخلاق والقواعد التجارية المتعارف عليها.
تجار ينتقون لمحلاتهم أسماء لا تنطبق مع سلوكهم التجاري المتحايل الذي يضر كثيرا بجيوب المواطن بسبب فرض الغلاء الفاحش أو عبر الغش في جودة السلع، حيث يمكن الوقوف عبر مداخل هذه المحلات على تسمية «جزار الرحمة»، «خضار الرحمة» أو «سوبيرات الرحمة»، لكن عندما يلج الزبون هذه المحلات يجد أنّها حبر على ورق، بعد أن يتعرّض للكثير من التحايل، فمثلا في بعض محلات بيع المواد الغذائية، يمكن أن تقتني أي مادة بسعر محدّد، وبعد أسبوع تجد أن سعرها ارتفع، وهناك من التجار من يرفض إشهار الأسعار، ويتفحّص الزبون بنظرات دقيقة ليكشف إن كان يبدو عليه الثراء، خاصة إذا أوقف سيارة فارهة، فإنّه سيتعرض لمكيدة عبر فخ التاجر الذي يرفع له أسعار كل ما يقتنيه.
أما بخصوص الجزارين والخضارين، فنجد بعض محلاتهم التي تتوسّط بعض الأحياء البعيدة عن الأسواق التجارية والمدن الكبرى، تكون بعيدة عن المنافسة، فيرفعون من هامش أرباحهم إلى سقف يجعل المستهلك لا يقبل عليهم إلا عند الضّرورة، ويفضّل قطع مسافة أبعد ليقتني ما يحتاجه من مواد غذائية، لأنّ كل تلك الزيادات ليست مشروعة ومن دون وجه حق، وتثير استياء المستهلك خاصة إذا تعرّض إلى التحايل عندما يتخفى التاجر بـ «مظلة الرحمة» ليوهم الجميع بأنّه يمارس نشاطه في ظروف شفافة ووفق ما تنص عليه القاعدة التجارية، متودّدا للمستهلك تحت قناع يظهر ما لا يضمر.