تفاقمت مع بداية شهر الرحمة ظاهرة التهافت واقتناء كميات كبيرة من اللحوم والمواد الغذائية والخضر والفواكه من طرف عديد المستهلكين، وبدت الظّاهرة كأنّ هناك تنافس محموم بين المستهلكين الذين تشابهت سلوكاتهم وردّات فعلهم من خلال شراء كميات مبالغ فيها ليستهلكوها في الشهر الفضيل، وكأنّ المواد الغذائية تقترب من النّفاد من الأسواق.
تدفّق كبير للمستهلكين بدأ عشية رمضان، والملفت للانتباه أنّ جميع الأسواق والمحلات شهدت ضغطا محسوسا، وعلى سبيل المثال العديد من الحالات المتشابهة حيث يقبل مستهلك على اقتناء كمية كبيرة من اللحوم الحمراء والبيضاء تغطّي حاجياته لمدة أسابيع، ويخرج من عند الجزار محمّلا بعدّة أكياس، وكان بإمكانه اقتناء ما يحتاجه لمدة ثلاثة أيام و أربعة، لأنّ عادة الجزائريين في السابق كانت تتناول اللحوم الطازجة بدل اقتنائها وتجميدها، خاصة أنّ اللحوم متوفّرة في كل وقت.
تكديس السلع بكميات كبيرة داخل المنازل عادة مقيتة ومنبوذة تتسبّب في اكتساح الأسواق، وتشجيع التجار على المضاربة والاحتكار، وفي بعض الأحيان وكما سجّل في السّنوات الماضية عرض سلع رديئة ومنتهية الصلاحية، مستغلين ذروة الطلب من دون مبرّر، بينما شهر رمضان مثل بقية أشهر السنة وأيامه من المفروض تخصص للعبادة والتراحم والتكافل وفعل الخير وليس للافراط في التسوق والأكل والتباهي بموائد متنوعة لا يستهلك منها سوى القليل، في وقت هناك من المعوزين والفئات الهشة من هم الأولى بالمساعدة.
إنّ تنشئة الأجيال على العادات الطيبة والسّلوكات الصّحيحة أمر ضروري حتى تمحى السيئة والدخيلة على مجتمعنا، كأن نستعد لرمضان روحيا وليس من خلال التهافت على الأكل والانجذاب نحو أمور مادية، وبالتالي التحلي بالقناعة.