أعلنت زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرّف في فرنسا مارين لوبان، ترشحها للانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها في 2022.
وتعتقد لوبان، أن «شعبيتها» الكبيرة بين أوساط الفرنسيين، ترشحها للحصول على 48 في المائة على الأقل من الأصوات إذا تنافست في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
فماذا يعني ترشّح مارين لوبان لرئاسة فرنسا، ما هي حظوظها في الفوز، ومن أين تستمدّ ثقتها في بلوغ سدّة الحكم التي أخفق والدها في بلوغها وأخفقت هي أيضا في الوصول إليها عام 2017؟
في الواقع، لا تخفي زعيمة اليمين الفرنسي المتطرّف، رغبتها في الوصول إلى قيادة الجمهورية الفرنسية، كما لا تتردّد في التأكيد بأنّ حظوظها في تجسيد هذه الرّغبة الجامحة كبيرة، حيث تقول وتؤكّد بأنّها لا تخاف من السلطة ولا تتراجع أمام العراقيل، ووعدت الفرنسيين بتغيير كبير وسريع إذا انتخبت رئيسة للبلاد، مؤكدة أن المشاكل التي يعاني منها المواطن الفرنسي ستستمر في حال هزيمتها.
لوبان واثقة اليوم بإمكانية الفوز، لاعتقادها بأنّ الظروف في صالحها وصالح الأفكار المتطرّفة التي تؤمن وتنادي بها، كما تعتقد بأن الحال يختلف تماما عما كان عليه قبل 20 سنة عندما ترشّح والدها مؤسس الحزب جان ماري لوبان وحصل على أقل من 18% مقابل شيراك، في حين حصلت هي على أكثر من ثلث أصوات الناخبين سنة 2017،
والنسبة هذه مرشحة للارتفاع في الاستحقاق المقبل - كما تقول - لما تعتقد انه ارتفاع في شعبيتها ولما يعرفه اليسار من تشرذم وضعف.
زعيمة «الجبهة الوطنية» مصمّمة على دخول الإليزيه رئيسة، وهي تعمل وتعوّل على تحسين صورتها كي تصبح مقبولة لدى المجتمع الفرنسي الذي يجنح سياسيا في اتجاه مواقف أكثر يمينيّة وتطرّفا.
وتستمدّ لوبان ثقتها في الفوز، من اتساع رقعة تجدّر
وتوسّع الأفكار المتطرّفة داخل أوساط المجتمع، حيث إن اليمين المتطرّف استطاع ترويج أفكاره العنصرية الشعبوية وجلب الناس إليها، ما اضطر الأحزاب الفرنسية إلى الجنوح يمينا في مواقفها.
لكن ما هي حظوظ لوبان في تولي مقاليد السلطة؟ الإجابة بالتأكيد لن يحسمها إلا الصندوق، ومع ذلك هناك من لا يتصوّر وصول حزب «الجبهة الوطنية» إلى سدة الرئاسة ما لم يغير قيادته ويختار زعيما له من خارج عائلة لوبان، لما يرمز إليه تاريخها من عنصرية وتطرف وفساد.
فهل ستنجح لوبان في دخول الإيليزيه عام 2022 أم سيبقى حلما لم ولن يتحقق؟.