الخطوات التي يخطوها الدبيبة من زيارات الى عدة دول، منذ توليه زمام حكومة الوحدة، تحمل دلالة عميقة على تمكن الرجل من دهاليز الدبلوماسية، وعارف كبير بشأن وضع بلاده التي تدهورت صورتها، طيلة عقد من الزمن، إثر الحرب الدموية التي أتت على الأخضر واليابس، وباتت مساعي السلطة الليبية الموّحدة في الاتجاه الصحيح بعملها في تناغم واضح يضع أولويات للسياسة الداخلية والخارجية في آن واحد.
يبدو أن إرساء دعائم الإستقرار الأمني والسياسي اللّيبي تحدّد المرحلة الراهنة لحكومة الوحدة، رغم أن الوضع لن يقل سخونة بالنظر لأهمية الاستحقاق الانتخابي القادم، وهو الامتحان الصعب لعبد الحميد الدبيبة، أمام انقسام واضح قد يكون التحدي الأصعب لتحقيق ذلك، لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها عامل الزمن القصير جدا، ويتطلب تعديلات دستورية واسعة تمكن الشعب الليبي من اختيار ديمقراطي للرئيس القادم لأول مرّة في التاريخ عن طريق انتخابات شفافة.
لكن خارطة الطريق التي وضعها الدبيبة بدأت تأتي أكلها، وهو يلتقي زعماء دول فاعلة في المشهد الليبي ظلت طيلة عقد في صراع مع سلطتين في الشرق والغرب دون الاكتراث لمصالح الشعب اللّيبي أمام تغوّل القوى الغربية، وهو يحمل رسائل واضحة أن ليبيا الجديدة طوت نهائيا صفحة الحرب والانقسامات، وفتحت صفحة جديدة بمؤسسات موّحدة لا مكان فيها لصوت البنادق والمصالح الضيقة.