صدق الفنان عثمان عريوات في فيلمه الشهير «كرنفال في دشرة « الطامع في منصب أعلى من رئيس بلدية وهو الذي فشل بشكل ذريع في تسيير شؤون دشرة في ربوع صحراء قاحلة... تكاد نفس الصورة ترتسم في المشهد اليوم، باعتزام بعض رؤساء بلديات الترشح للتشريعيات، الأفضل فيهم لم يغير شيئا على الأرض، يقتات من خزينة الدولة ويستغل وسائل عمومية إلى غيرها من أشكال الفساد والفشل.
أكيد، أن لجنة شرفي ستتصدى لمثل هذه «الثعالب» التي ما أن يُسدّ باب في وجهها حتى تُطل من النافذة، عقيدتها الغاية تبرر الوسيلة، غير آبهة باستنكار المواطنين واستهجانهم لما يكابدونه من معاناة، يفترض أن لا تكون في وقت أعطت فيه الدولة كل الوسائل والموارد للجماعات المحلية، محررة المبادرة لمن لديه ذرة إخلاص في تشريف عقده مع المواطن.
حمّى الترشح أصابت كثيرين من رؤساء بلديات، بحدة، تجاوزت، مجازا، كوفيد-19 وعوض أن يسارع من أصيبوا بفيروس «الكرسي» إلى تصحيح مركزهم في المجتمع، بمضاعفة العمل لخدمة مواطنيهم، تراهم يفضلون اللهث وراء سراب أحلام سوف تتحول إلى كوابيس تؤرقهم لما يكتشف أمرهم، لأن همهم الوحيد صعود سلم السقوط منه قاتل.
مبكي حال بعض بلديات وطننا وقعت في قبضة منتخبين لطالما باعوا وعودا وسوّقوا أوهاما صدّقها الناس لحظة غفلة، لن تتكرر بالتأكيد في المواعيد القادمة، وليترك الطامعون في مناصب لم تعد تشريفا بقدر ما ستكون تكليفا، اللهث بعضهم وصل إلى كرسي «المير»، على قطار حزب ويحاول التسلل إلى البرلمان عبر قطار آخر، ويعلم أن مراقب السكة عيناه متفتحتان، لا تفلت منهما ذبابة، فما بالك بفساد أولئك القوم.