نخشى أن يأتي يوم قريب نردّد فيه المثل الشعبي الذي يقول: «اللي حرث الجمل دكو»، في إشارة إلى الجهود الكبيرة للجهاز الفني للمنتخب الوطني، مقابل عمليات «الدك» التي يقوم بها محسوبون على تسيير شؤون الكرة بكثير من غياب روح المسؤولية.
كان يمكن أن يكون انتخاب رئيس جديد للاتحاد الكروي، مناسبة حقيقية للمنافسة بين مختلف برامج تطوير الرياضة، لكن ما يحدث الآن بعيد كل البعد عن ذلك، إذ نسى الكثير من «أباطرة» الكرة مسؤوليتهم، وعوضا عن فتح نقاش يذهب إلى لبّ المشكلات، بدأت حرب التصريحات مبكرا بتبادل الاتهام بالفساد الذي يبدو أنه لم يستثن إلا القليل.
الخطر هو الحديث بالصورة والصوت عن الخروقات القانونية التي قيل إنها شابت العملية قيل تمامها، ويأتي التأكيد من المشرفين على الانتخابات أنفسهم، ولم يترددوا في التشكيك في صدقية ونزاهة الرئيس القادم لـ»الفاف» قبل انتخابه، وكأنهم يريدون إضعافه من أجل تحقيق مصالح تخّص أنديتهم وحساباتهم الضيقة.
والأخطر هو ما صرّح به الناخب الوطني، الذي لم يتردد في التصريح بأن ما يحدث من صراع حول هوية الرئيس القادم للاتحادية انعكس سلبا على المنتخب الوطني الذي لم يحضّر بالشكل اللازم في إطار التربص الأخير ولولا إرادة اللاعبين لكانت النتيجة مخيّبة في المنافسة الأفريقية الأخيرة.
يحدث هذا أمام أعين «الفيفا» التي أصبحت في زمن العولمة أقوى بكثير من الهيئات الرسمية المحلية، وإن ثبت لها تدخل السياسي في الشأن الرياضي فإن العواقب تكون وخيمة على المنتخب الوطني الذي حقّق في الميدان ما لم يكن يخطر على البال وفتح الحلم في الذهاب بعيدا في المونديال القادم، لكن قد يؤدي الأمر إلى الصدمة ونعود إلى المثل «اللي حرث الجمل دكو».