تفاؤل كبير بات يسجل في مفاوضات الملف النووي بين طهران والدول المعنية بالاتفاق، بعد اتضاح ملامح رغبة كسر جمود التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، ومرجح أن يسفر عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، عبر حل يرضي جميع الأطراف، حتى وإن كان تدريجيا وعبر دفعات محدّدة. لذا يمكن القول إن ما كان بالأمس يبدو مستحيلا تحوّل اليوم على نحو جذري إلى النقيض بل وصار واقعا وملفا يستعجل في طيه من طرف الدول الكبرى، في إطار تسريع جهود تقريب وجهات النظر وتسوية الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وخير دليل على ذلك اجتماع فيينا المتواصلة لقاءاته حيث من المقرر استئنافه، هذا الأسبوع.
مازال التفاوض بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية غير مباشر، لكن المفاوضات المباشرة تخوضها طهران مع أطراف الاتفاق النووي، ويتعلق الأمر بكل من روسيا والصين ووفود دول الاتحاد الأوروبي، لكن جميع المؤشرات إيجابية، على خلفية رسائل اطمئنان بعث بها الوفد الإيراني المشارك في اجتماع فيينا، حيث ثمّن مسار التفاوض واصفا المحادثات بــ»البناءة»، معترفا بأنها تتطوّر نحو الأمام بشكل يدعو إلى التفاؤل، رغم أنه دخل مثقلا بالشروط الجوهرية المتمثلة في أولوية الرفع الكامل للعقوبات، كشرط للالتزام ببنود الاتفاق النووي، لذا بيد أمريكا اتخاذ الخطوة الحاسمة.
في وقت ينظر إلى إدارة الرئيس بايدن، بأنها أكثر قربا من حيث الإرادة لإيجاد حلول تسوية تفك جميع الخلافات القديمة والمستعصية.
بعد 4 أيام من المحادثات يستمر مسار التفاوض، بهدف إيجاد خارطة طريق واضحة المعالم من خلال مهمة أسندت إلى لجان فنية مختصة تساعد على عودة واشنطن إلى الاتفاق بعد مغادرتها، منذ نحو 3 سنوات، وكذا رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل التزامها بالاتفاق النووي، لكن التحدي الكبير الذي يتخوّف منه في إبطاء نجاح مفاوضات فيينا التي يرعاها الاتحاد الأوروبي عبر تعبيد المسار الدبلوماسي، يكمن في صعوبة التقريب بين وجهتي نظر طهران وواشنطن، أي من يخطو الخطوة الأولى في ظل ضعف عامل الثقة كقاسم مشترك يحرك جهود المباحثات والتشاور نحو مسافة متقدمة، تنهي الخلافات العالقة وتحقق التقارب الحتمي.. لذا الحديث عن مدّة شهرين لتتويج المفاوضات بحلول نهائية ملزمة لجميع الأطراف في إطار مجموعة «5+1 « سابق لأوانه.