تشهد العملية الانتخابية إقبالا كبيرا من قبل شباب طامح في خوض غمار التشريعيات القادمة كمترشحين في قوائم حرة، يعتقدون أنّها توفّر لهم حدا مقبولا من المنافسة الشريفة ومن تساوي الفرص، خاصة بعد اعتماد نظام القائمة المفتوحة التي أنهت احتكار رأس القائمة بالفوز دون منازع، حيث كان كل من يأتي بعده مجرّد أرقام لملء الفراغ، ماعدا الثاني والثالث اللذين قد يفتح لهما الحظ باب الفوز أحيانا، لا سيّما في الأحزاب الصغيرة.
حسابات وصفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحوّلت، منذ استدعاء الهيئة الناخبة، إلى منابر لإعلان نوايا الترشّح للانتخابات، إلى درجة أنّها لم تعد تكاد تخلو من عشرات الإعلانات يوميا ولكل طريقته في ذلك، فهناك من يجسّ النبض فيطلب الرأي والاستشارة من أصدقائه الافتراضيين في الترشّح من عدمه وهناك من يكتفي بإعلان ترشّحه ويطلب الدعم والتزكية وثالثهم يعلن عن فتح قائمة ويدعو - من يهمّه الأمر- إلى الالتحاق به لخوض المعركة.
قد لا تكون مرحلة الترشّح هي الأصعب، لأنّ الرهان الأكبر هو إقناع الناخب بالتصويت لفلان أو علاّن، كما تبقى عملية الغربلة، التي ستقوم بها سلطة الانتخابات فارقة هي الأخرى، لأنّه من المؤكّد أنّ غربالها سيسقط القوائم التي لا تستوفي الشروط المطلوبة لسلامة العملية الانتخابية، بداية من جمع التوقيعات، التي تعتبر امتحانا آخر قد يرسب فيه الكثيرون قبل اليوم الموعود.
بغض النظر عن الأحزاب المقاطعة للانتخابات أو الأحزاب التي قاطعت كل المواعيد الانتخابية من قبل، إلى درجة أن المقاطعة أصبحت القاعدة عندها وليس الاستثناء، يبدو الإقبال على الترشّح هذه المرة كبيرا جدا، مقارنة بانتخابات سابقة طالتها ظاهرة العزوف في الترشيحات قبل يوم التصويت، فهل يكون الإقبال على الصندوق يوم 12 جوان بحجم الإقبال على الترشيحات اليوم؟