انتخابات رئاسة «الفاف» تثير فتنة الكرسي، آفة الديمقراطية، يفسد الود بين الناس. تجاذبات كثيرة ترتسم على المشهد الكروي حول من يتولى قيادة بيت دالي إبراهيم، بين دعاة عودة الحرس القديم ومطالبين بالتجديد وفقا لقاعدة اختيار الجمعية العامة، هي الأخرى محل جدل بعد أن واكبت كل تغيير حسب الطلب.
صحيح كان لهذه الهيئة يد طُولى نسبيا في مواقع إقليمية وتأثير مقبول في أخرى عالمية، لكن من الخطأ وضع كل تلك المكاسب في حساب شخص أو أشخاص، إنما كانت نتيجة لثقل الجزائر في الساحة القارية والعالمية ونتيجة مباشرة لتوظيف ذلك من أجل إسماع صوتها.
المفروض، ليس لأحد فضل على بلد قدّم الكثير لهؤلاء وأولئك بأشكال مختلفة، ولا اعتقد هناك من لم يقبض مقابل جهد أو وظيفة بل لمجرد التنقل باسم الجزائر، ومن بينهم من ترقى في مواقع أخرى ينبغي لهم الإقرار بذلك، فلا فضل لأحد على بلد يرفض التوريث وأسقط المحاصصة في كل الفضاءات.
إصلاح المجتمع، مطلب الجميع، يكون من المدرسة ومن المسجد ولكن أيضا من الرياضة، أولها كرة القدم، التي فاحت من خنادقها وميادينها روائح فساد تزكم الأنوف، ومنها يكون الانطلاق إلى إعادة الاعتبار للجهد والعمل والأخلاق. ليست حقل الروح الرياضية بامتياز، أخلاق ضاعت وسط مصالح مادية ولوبيات تقاوم إلى آخر لحظة خوفا من سقوط مدوّ ينهي احتكار المواقع وقرصنتها.
وفقا لهذا التوجه، المطلوب أن تقدّم الهيئة الكروية المثيرة للجدل على أكثر من صعيد، خاصة بعد فقدان مواقع محدودة في الكاف والفاف، صورة مشرفة لممارسة ديمقراطية تفضي إلى انتخاب الكفاءة والتميز بعيدا عن مصالح رؤساء أندية مطعون في كفاءتهم وصدقيتهم أو أصحاب نفوذ يعتبرونها بقرة «حلوبا»، وبذلك فقط، يمكن رد الاعتبار في زمن قياسي والشروع حقيقة في إصلاح رياضة شعبية بامتياز.