كلام آخر

التوجّه الرمز

سعيد بن عياد
30 مارس 2021

الشراكة ليست شعارا يستهوي الساسة عبر العالم، بقدر ما هي قناعة تحمل رؤية استراتيجية بأبعاد إنسانية، قاعدتها مشاريع على الأرض.
صورة أخرى لهذا النوع، برزت في المشهد من خلال توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة الحديد والصلب الجزائرية وائتلاف ثلاث شركات صينية، تتعلق باستغلال منجم الحديد غار جبيلات.
هذا التوجه الرمز، خير رد على مخططات تعريض المنطقة إلى قحط تفرزه دبلوماسية التخندقات، التي تفرزها عوملة تحكمها مصالح مفرطة، بما تحمله من وبال على الشعوب التواقة للتنمية في إطار التضامن، يبقى الاستثمار مصدر قوتها.
الجزائر، انطلاقا من وفائها لمبادئها، وقد رفعت لواء نظام اقتصادي عالمي جديد مطلع السبعينيات، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، تُراهن دوما على جعل الفعل الاقتصادي في مقدمة الخيارات لمواجهة أزمات الظرف، بما فيها جائحة كورونا، بإقحام أدوات اقتصادية في كبح تفشي الفيروس، ونفس المقاربة للحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية، يغذيها ركود عالمي وتعطل للأسواق.
النُهوض بالاقتصاد في أزمة معقدة ليس هيّنا، وفي نفس الوقت ممكنٌ، بالنظر لمدى الطموح في بلوغ أهداف النمو، بما يضمن ديمومة الحضور في المشهد الاقتصادي وتفادي انكسار الوتيرة، وليس من مثال أفضل لتأكيد ذلك غير الشروع في استغلال منجم غار جبيلات، بمعايير مطابقة للبيئة واستعمال للطاقة المتجددة.
أكثر من هذا، يوفر بيئة لإدماج الكفاءات في التنقيب والتحليل والغوص في عالم المعادن بأدوات العلم والمعرفة، توفرها التكنولوجيات الجديدة، باعتبارها قاطرة اقتصاد المعرفة، الجسر الأمن للانتقال من موقع الصدمة النفطية وتداعياتها المالية إلى أفق الاستثمار المنتج للثروة خارج المحروقات، التحدي المزمن والحل المأمول في نفس الوقت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024