حدث وحديث

كيل بمكيالين

فضيلة دفوس
21 مارس 2021

يبدو أنّ الدول الغربية لا تبالي إلاّ بشؤون شعوبها ولا يشغل بالها غير توفير متطلّبات مواطنيها بما يجعلهم يعيشون حياة رغدة سعيدة، أما باقي سكان المعمورة فهم خارج نطاق اهتمامها، يقتلون أو يمرضون أو تفتك بهم النزاعات والحروب، فالأمر سيان وهو لا يعنيها ولا يحرّك شعرة من رأسها.
الدول الغربية المتعجرفة التي تعيش في برج عال، مشغولة دوما بملاحقة مصالحها فقط، وهي منذ سنة منهمكة بمحاربة وباء كورونا الذي يعتبر أوّل عدوّ يكسّر كبرياءها ويغزو أرضها، ويكلّفها خسائر بشرية ومادية جسيمة دون أن تقوى على هزمه، وفي مواجهتها لهذا الوباء اللعين، فهي تصبّ كلّ اهتمامها على مطاردة اللقاح الشافي قصد حماية شعوبها، أما باقي الشعوب المستضعفة فهي متروكة لحالها تكابد أسقامها بمفردها وتتجرّع آلامها في صمت، وحتى إن أصدرت أنينا فلا أحد يسمعه.
الغرب المتعالي المنافق، يملأ دائما الدنيا صراخا وعويلا عندما يمسّه مكروها، ولا يلتفت مطلقا لأوجاع وآهات الآخرين، وهي المفارقة التي نسجّلها هذه الأيام مع تزايد الهجمات والاعتداءات الإرهابية التي تطال دول الساحل الإفريقي، فلا يكاد يمرّ يوم إلاّ ويسقط العشرات على أيدي الدمويين، ويختطف المئات ويشرّد الآلاف لكن أحدا لا يلتفت إلى هذه المعاناة ولا يفعل شيئا لوقفها، طبعا فالذين يقتلون ويختطفون ويشرّدون ليسوا من العالم الأوّل ولا حتى الثاني، بل هم من العالم الثالث وما دونه ومصائبهم تعتبر لا حدث.
نفاق الغرب وخبثه يتجلى هنا بوضوح، فجميعنا يتذكّر كيف اهتزّ العالم ولم يقعد لما وقعت تفجيرات نيويورك في سبتمبر 2001، وكيف سكنت صور برجي منهاتن وهما يهويان شاشات المعمورة، كما يتذكّر بكائيات فرنسا وعويلها إثر هجمات نوفمبر 2015، لكن بالمقابل نرى جدرانا من اللامبالاة تحجب معاناة الأفارقة مع الظاهرة الإرهابية التي أدّت ازدواجية التعامل معها والتمييز بين ضحاياها إلى تفاقمها وفشل كل محاولات دحرها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024