حال الدنيا

إفريقيا جديدة

فضيلة بودريش
20 مارس 2021

لم يعد ينظر للقارة السمراء التي تضم أكبر تجمع للدول النامية بـ53 بلدا، النظرة النمطية التقليدية، لأن إفريقيا اليوم مختلفة كثيرا عن الأمس، بعد أن طوت ماضيها البائس ومحت صورتها الهشة، ببروز دول تملك الطموح والثروة المتعددة، وانطلقت بجرأة وثقة نحو مستقبل واعد، يرجح أن تستفيد من تجربتها المقنعة القارة الغنية بالثروة الطبيعية، إذا إفريقيا نجحت في لفت الأنظار وإقناع أكبر القوى السياسية والاقتصادية في العالم، أن طريقها الذي لم يكن مفروشا بالورود، يحمل للاقتصاد العالمي قيمة مضافة ويوفر خزائن ثروة طبيعية وبشرية والعديد من المفاجآت في المستقبل.
السباق نحو إفريقيا سيشبه تماما السباقات الرياضية المحمومة، لن تؤسس فيها الشراكات إلا للأقوى من حيث العرض والأسرع من حيث الجدية في الانخراط في المشاريع ذات الفائدة المشتركة، للدفع باقتصاديات الدول الإفريقية نحو المزيد من الانفتاح وتعميق الاستثمار المنتج وتكريس التطور المنشود لقارة تحتل المرتبة الثانية من حيث المساحة بنسبة 20 بالمائة من اليابسة، ويقطنها ما لا يقل عن800 مليون نسمة.
كل شيء تغير، فلم يصبح الإتحاد الأوروبي الشريك القديم بحكم الجوار، صاحب الفرص الأوفر، بعد أن وضعت الصين منافسيها أمام الأمر الواقع، وحققت تواجدا لافتا أقلق الجميع، وحرك بريطانيا التي تجندت بعد إبرامها على اتفاق «بريكست» وخروجها من الاتحاد الأوروبي، بحثا لنفسها عن موضع قدم، فكثفت من تقربها ودعواتها لإفريقيا، لبناء الشراكات وتعزيز فرص الاستثمار.
الولايات المتحدة الأمريكية بدورها أدركت أهمية هذه القارة التي تحمل كل العوامل التنموية وتوفر كل فرص النمو الضائعة، ولم يخلو الحديث عن توجه الإدارة الجديدة بقيادة بايدن بأنظارها نحو القارة القديمة، ولن تكون إفريقيا شريكا لمحاربة الإرهاب بل أكثر من ذلك، لأن بلد العم سام يبحث عن منابع جديدة للطاقة والثروة ليرتاح من ثقل ما كان يؤرقه بمنطقة الشرق الأوسط.
على إفريقيا أن تستغل الظرف الذي يمر به العالم خاصة بعد امتحان الجائحة العسير، وتندمج بمرونة في مستقبل بناء الاقتصاد العالمي وطرح الثروة، ويمكن الاستفادة من مسار الاتحاد الأوروبي الذي استعان في مشروعه بقاطرة توحيد دوله من خلال دعم عمالقة أوربا مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولعل من أولى الخطوات الإفريقية المشجعة، بناء منطقة تجارة حرة، يمكن أن تكون نواة لحلم تكتل اقتصادي إفريقي، يولد على يديه إفريقيا جديدة تضاهي النهضة التكنولوجية الأسيوية في انطلاقتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024