تمر سنة على تطبيق الحجر الصحي الجزئي في 22 مارس 2020، لتلوح اليوم مؤشرات تراجع الإصابات والوفيات (أمس) بكوفيد-19، تؤسس لارتياح حذر، لا ينبغي الوقوع فريسة له تستهوي الفيروس، مترصّدا ضحاياه لحظة تراخ أو غفلة.
كانت سنة صعبة بفاتورة مكلفة، صحّيا واقتصاديا، لولا أن الدولة، منذ الوهلة الأولى، أطلقت مسار مواجهة مباشرة مع الوباء، بحشد الإمكانيات ورصد الموارد، حماية للإنسان، الرقم الثابت في العادلة.
لم تكن المهمة سهلة، ضحايا كُثر سقطوا، مواطنين ومن الجيش الأبيض، وسط بلبلة في بداية الوباء، قبل أن يستشعر الجميع هول الكارثة، مع انتهاج مسار الوقاية، راهنت عليه اللجنة العلمية للرصد والمتابعة، مرتكزة على مقاربة بيداغوجية مُوجّهة للمواطن كخط أول للمواجهة.
الرسالة التقطت بفضل وعي المواطن ومرافقة السلطات وسط جدل سرعان ما تبدّد مع بدء الخروج من النفق بإحضار اللّقاح، سبقته عمليات غير محدودة للتطهير والتحسيس، لم تدخر خلالها أي جهود، شملت كل الشرائح الاجتماعية وعالم المؤسسات، ودخلت فيها الجامعة بكل ثقلها رافعة مستوى التحدي إلى الأعلى، في إشارة إلى أن تجاوز الوضع الصحي مُـمكن.
اليوم، وحتى لا تعود العجلة إلى الوراء، مسألة حماية هذا المكسب أمر يعني الجميع، في الشارع والمؤسسة والبيت، حيث البقاء على درجة اليقظة كل لحظة، مهمة محورية تعزز وتيرة الإفلات من الوباء بكسر هاجس العدوى، عبر الالتزام بتصرفات بسيطة وغير مكلفة، من تباعد وارتداء للكمامة والنظافة، للانتقال إلى مستوى حجر جزئي لا يتعارض مع استمرار الحياة العادية.