تسجّل دواوين الشعر من معرض لآخر تقهقرا في وجودها في أجنحة دور النشر التي أصبحت تتحفّظ أو ترفض أن تنشر للشعراء بحجة قلة الطلب على الدواوين وإن نشرت ترسل كل الكتب لصاحبها ليبيعها او يوزعها أو يتصرف فيها كيف ما يحلو له. هذه المرة أيضا يسجّل حضور جدّ محتشم لدواوين غالبا ما تكون عبارة عن مجموعات لقصائد نثرية إلى جانب غياب شبه كلي لدواوين الملحون والشعر الشعبي وقصيدة الخليل..
وإن صادف وحضرت بعض الإصدارات من هذه الشاكلة والتي تكون في الغالب مطبوعة على حساب الكاتب، يغيب الترويج لها أو يهمّش عرضها للزوار، وأصبح الشعر الجنس الأدبي المغضوب عليه أو المتبرئ منه.
ككل سنة تحتفي المعمورة في 21 مارس باليوم العالمي للشعر، الذي يعيش في الجزائر منذ أعوام هجرة الكتّاب إلى الرواية والمجموعة القصصية والخاطرة وعزوف القرّاء عنه. وإلغاء الكثير من الملتقيات والمهرجانات الخاصة به بسبب قرارات التقشف وترشيد النفقات التي فرضتها الأزمة الاقتصادية، ليبقى محصورا في امسيات شعرية وملتقيات مناسبتية يحاول الشعراء من خلالها الصمود محاولين تعطيل قدر المستطاع وقت معيب القافية.
ما هو الحل وكيف يمكن أن يرد الاعتبار للشعر بكل مجالاته، هل بتعزيز وجوده في المناهل المدرسية وغرس حبه في الناشئة، ام تشجيع ودعم المسابقات وتحفيز الفائزين فيها بنشر دواوينهم الترويج لها.. أم بعودة المهرجانات؟ انه مشكل واقتراحات ربما تجد لها محل اهتمام في نقاشات وزارة الثقافة والفنون، التي تعي قيمة القصيد والقافية في المجال الأدبي.