لا يزال الوباء يحصُد الأرواح، ما يستدعي مضاعفة اليقظة، بالتزام صارم للتدابير الوقائية لتجاوز المنعرج بأقل كلفة.
هناك مؤشرات حقيقة تؤكد تحكما معتبرا في تداعيات الجائحة، لكن هناك جوانب عديدة يمكن ترقيتها تتعلق بالتعاطي مع ضحايا الفيروس وفقا لمقاربة أكثر من صحية طبية بإدراج مقياس التكفل النفسي بالمصابين ومرافقيهم خلال العلاج.
مصالح كوفيد تمثل الخندق الأول لمواجهة الموت ويبذل القائمون عليها جهودا بالتأكيد، في وقت ترصد فيه الدولة موارد مالية ومادية غير مسبوقة لدرء الخطر. فالإنسان في صلب المعادلة، وبمنطق الدولة الاجتماعية، كل شيء يهون من أجل سلامة المواطن. إنها رسالة صريحة ينبغي أن تجد لها أثرا بارزا في معركة الجائحة بترجمة كل ذلك الجهد تأسيسا لمسار إصلاح الصحة بإدراج البعد الإنساني بنفس الثقل للجانب الطبي.
حقيقة لا رادّ لقضاء الله إن جاء، غير أن هناك عمل جبار تتطلبه معركة كورونا، بارتقاء الممارسة الى مستوى التحدي. كما يحرص عليه البعض. تُـحرّكهم الضمائر أكثر من المنح وكل المزايا، ليرصد المواطن مصابا أو من ذويه إشارات قوية بأن القطاع الصحي بقاطرته العمومية دخل مرحلة جديدة، عنوانها البارز أنسنة الممارسة الطبية، بحيث تسقط في مثل هذه المعارك كل الحسابات لتسمو تلك اللمسة التي تمسح الألم إلى آخر رمق.
مواطنة هتفت للجريدة، أمس، عبّرت بحرقة عما عاشته مُرافقة لوالدتها بأحد مستشفيات العاصمة، قبل أن يغدر بها الفيروس اللعين، أثارت نقائص، وما صدمها يثير أكثر من سؤال، مبدية أسفها لضعف المرافقة النفسية ونقائص أخرى بالتأكيد لن يقبل بها وزير القطاع، الذي يقود معركة انتشال الصحة العمومية من وضع فقدان الثقة إلى ملجأ لها، مسألة جوهرية تتطلب تعميق مقاربة إصلاح المنظومة الصحية من كافة زواياها.