من أسباب فتور العلاقة بين المؤلف والناشر والمتلقي: غياب إعلام ثقافي متخصّص في الكتابة والأدب، حسب أحد المتدخلين أول أمس خلال محاضرة حول مكانة الكتاب في الإعلام المنظمة على هامش فعاليات صالون الجزائر للكتاب..
إنه الصحفي الذي يفتقر حسب المتدخل للتكوين في مجال الثقافة والأدب ولإلمام كبير بأمور الكتّاب وأخبارهم
وانتاجاتهم والذي ينبغي له أن يتكوّن ويطالع ويتابع كل كاتب وإصدار وهم كُثر..
كم سهل إن نلقي معظم اللوم أو كله على صاحب مهنة المتاعب المغلوب على أمره والمطالب بمتابعة، خدمة للقراء، حدث ثقافي كبيير تشارك فيه أكثر من 200 دار نشر مع أربع محاضرات على الأقل يوميا وعدد كبير من حصص البيع بالتوقيع، ناهيك عن ضغط الوقت الذي تفرضها طبيعية الجرائد اليومية وآنية الإعلام السمعي البصري وحتى الالكتروني...
لكن ما لم يذكره المتدخل هو نصيب الناشر من المسؤولية في هذا الوضع الفاتر. فأين هي إستراتيجية دور النشر في التواصل مع الإعلام و الترويج للمؤلفين والإصدارات؟
قليلة هي المؤسسات الناشرة التي تتكبّد هذا العناء وتبعث بإصداراتها إلى الجرائد لتقديمها للمتلقي قبل وضعها في السوق.
المعهود اليوم أن المؤلف هو وحده من يقوم بالترويج لكتابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال علاقات طيبة تجمعه مع بعض الإعلاميين ولا ننكر عمل بعض الناشرين الشباب الذين يعتمدون الأسلوب ذاته، يروّجون بذلك للكاتب والكتّاب.
والمتفق عليه أن صناعة الكتاب هي سلسلة تجمع حلقات المؤلف والناشر والمكتبي والمتلقي والإعلامي الذي يشكّل همزة الوصل بينها كلها.
لكن يبقى الناشر يفكّر ويسير أموره بمبدأ التجارة والربح؛ والكاتب باحث عن الشهرة والظهور افتراضيا وفي الواقع؛ والمتلقي بين مطرقة حبّه للكتاب وسندان غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية، والمكتبي حاله من خلال القارئ يعاني ركود سلعه وشبح الإفلاس والصحفي مطالب بتقديم إصدارات والكتابة عليها دون أن تعطى له نسخة للاطلاع عليها مسبقا.
سؤال يطرح نفسه: هل نبقى في مرحلة اللوم والعتاب وتقاذف الانتقادات، أم نسعى ونفكّر في سبل توطيد العلاقة أكثر بين صناع الكتاب والإعلام وتصحيح إعطابها لفائدة الإبداع والمتلقي؟