اعتمد العارضون في الصالون الوطني للكتاب منذ إطلاق فعالياته، يوم الخميس الماضي، الإعلان عن تخفيضات وعروض مغرية لتسويق إصداراتهم خاصة السلسلات الأدبية والدينية والفلسفية والقواميس العلمية، واعين كل الوعي بأنّ القدرة الشرائية للمواطن بعد كورونا وموجة ارتفاع الأسعار للعديد من المواد الأولية قد تؤثر كثيرا هذه المرة على مقتنياته الأدبية.
سجّلت في الأيام الأربعة الأولى نسبة مبيعات منخفضة حسب عدد من الناشرين، رغم الارتفاع التدريجي لعدد زوار المعرض، ولم يجد إغراء عروض رزم الكتب بأقل من 1000 دج أو التخفيضات للنصف على سعر بعض المجلدات الكثير من الزبائن، ليبقى الناشرون صامدين علّ وعسى أن تساعد أيام عطلة الربيع على توافد أكبر لمقتني الكتاب.
أثار قرار اللجنة المنظمة بتخصيص فضاء مستقل عن أجنحة العارضين لتنظيم حصص البيع بالتوقيع، استياء الناشرين والمؤلفين على حد سواء، كونه يقلص من فرص بيع الكتب، الأمر الذي دفع بعدد منهم لإلغاء مواعيد الكتاب مع قرائهم، فغاب جمع عن المعرض ولجأ عدد آخر إلى الاكتفاء بالتواجد في الجناح وتوقيع الكتاب إذا حظي باهتمام أحد القراء.
وبالرغم من كل هذه التعقيدات، يرى عدد من الناشرين أن الرجوع إلى تنظيم المعارض ولو بالخسارة هو انتصار في حد ذاته على مخلفات الجائحة، ورجوع الأمور تدريجيا إلى نصابها. ويبقى الأمل لدى الكثير في أن تمد وزارة الثقافة والفنون يد العون وتقتني من الناشرين، كما سبق وأن وعدت الوزيرة، كميات من الكتب تخفّف عنهم ضغط التكديس وخسارة سنة من التعطيل التقني.