تحل الذكرى 47 لاستشهاد 15 من رجال الإعلام الجزائريين، قضوا مع تسعة من زملائهم الفيتناميين وطاقم الطائرة التي تحطمت لدى وصولها إلى وجهتها قادمة من مطار هانوي بالعاصمة الفيتنامية في اتجاه قاعدة جوية في إحدى المناطق التي تبعد 60 كلم عن العاصمة.
الوفد الصحفي الجزائري، كان في مهمة عمل لتغطية الجولة شرق آسيوية للرئيس الراحل هواري بومدين، لكن شاءت الأقدار أن تنتهي الرحلة الحالمة لجزائر فتية، تريد أن تُسمع صوتها وتحجز تذكرة في عالم وصله صيت ثورتها وكان لابد من أن يسمع ويرى صوت الجزائر المستقلة وتحمّل أولئك الزملاء - رحمهم الله - أداء المهمة النبيلة باحترافية وتفان.
شهداء المهنة ارتقوا خلال مهمة كلفتهم حياتهم في معركة جهاد ثان، من أجل بناء وطن جريح ومنهك ولكنّه كان مفعما بالحيوية والأمل وبالمشاريع الطامحة من أجل القضاء على مخلّفات الاستعمار وتسجيل حضورها دوليا، وكان ذلك يتطلّب مثل تلك الرحلات المكوكية التي كان يخوضها الراحل هواري بومدين، كما كان يتطلّب وقفة من رجال الإعلام الوطني لمرافقة جزائر الطموح.
لم تدفع الأسرة الإعلامية الجزائرية هذا العدد من الشهداء فقط، لكن الصحافيين دفعوا في كل مرحلة اجتازها الوطن ضريبة الموت، من أجل بقاء الجزائر واقفة وشامخة وفي أحلك الظروف خضّبوا أرض هذا الوطن بدمائهم. ويذكر هنا، الصحفيون الذين قضوا خلال الهجمة الإرهابية، حين كان الصحفي يومها أحد الأهداف الأولى للمجرمين الدمويين، غايتهم محاولة طمس الحقيقة واغتيال الفكر، لأن الدمويين كانوا يدركون جيّدا أن الصحافة هي القادرة على تعرية مخططاتهم وزيف عقيدتهم وهي المهمة التي لم يتخلّ عنها الصحفي الجزائري ولم يُلقِ قلمه الذي كان وقْعه لا يقل عن وقع الرصاص في خضمّ معركة خاضتها الصحافة الجزائرية وماتزال إلى جانب الجيش الوطني الشعبي وكل مصالح الأمن حتى القضاء على آخر إرهابي.