يشكل تحرّك منظمات حقوق الإنسان الدولية غير حكومية لدعم قضية الشعب الصحراوي المضطهد تحت أنياب الاحتلال، إنجازا آخر بطعم النصر في إطار معاركه المصيرية المتواصلة إلى غاية تطبيق الشرعية الدولية عبر حق تقرير المصير واستعادة السيادة على أرضه. ويمكن القول إن جبهة البوليساريو وفقت إلى حد كبير في إلحاق المزيد من الهزائم السياسية والعسكرية بالمحتل المغربي، وينتظر أن تتوسع دائرة الدعم التي بدأت تضم، بالإضافة إلى دول أمريكا اللاتينية والإفريقية، دولا أوروبية رفضت بشكل صريح سياسة الكيل بمكيالين وطالبت بتطبيق لوائح الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة تقف إلى جانب قضية الشعب الصحراوي العادلة، ومن دون شك جزء كبير من الأمريكيين لن يقبلوا بالظلم الذي يقترف في حق شعب مسالم حاول استرجاع أرضه بجميع الطرق، ويعول كثيرا على الاتحاد الإفريقي أن يقوم بدور كبير لتسوية هذه الأزمة العالقة وتصفية الاستعمار، الذي ولّى زمنه منذ عقود، وبإمكان الاتحاد الإفريقي أن يتحرك على المستوى الدولي ويُسمِع صوت القضية الصحراوية في المحافل الدولية، وفضح أكاذيب العدو المحتل الذي مازال يراوغ بطرق ملتوية من أجل الاستمرار في نهب الثروات الصحراوية وينتظر أن يسفر ذلك باتجاه استعادة المنطقة لأمنها واستقرارها وتطبيق القرارات الأممية المفضية إلى التعجيل بتطبيق حق تقرير المصير في أقرب الآجال.
«هيومن رايت» لن تكون المنظمة الحقوقية الأولى أو الأخيرة، التي أخطرت ونددت بكل التجاوزات التي يرتكبها المغرب وكذا جرائم التعذيب التي يتورط فيها وستنضم إليها- دون شك- منظمات أخرى.
وفي ظل تصعيد مغربي عبر التنكيل والتعذيب ومصادرة حريات الصحراويين والتضييق على المناضلين، ستتحرك أصوات الأحرار في العالم لحماية حقوق الإنسان ويمكن أن تتنقل إلى قلب الأراضي الصحراوية لتطلع على المزيد من التجاوزات الفظيعة، وتبقى المنابر الإعلامية والحقوقية من القنوات المهمة التي تجذب الكثير من الدعم الدولي في مسار كفاح الشعب الصحراوي السياسي والعسكري والذي لن يتوقف إلا ببسط السيادة الكاملة على أرضه.
يبقى القمع المغربي الممنهج الذي يستهدف الترهيب وتكميم الأفواه، آخر الخيارات المقيتة، غير أن الصحراويين واعون وصامدون ويحاولون عبر مختلف المنابر فضح ما يجري في الأراضي الصحراوية المحتلة وسط محاولة مغربية للتعتيم والتلاعب.