تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لشرطي كندي يخاطب راجلين بالدارجة الجزائرية، يطلب منهم المشي على الرصيف للسماح لكاسحات الثلوج بفتح الطريق المغلق بسبب تراكمها.
الفيديو، حسب مواقع التواصل الاجتماعي، تم تسجيله في مقاطعة مونتريال الكندية المعروفة بتواجد كثيف للجالية الجزائرية والمغاربية بشكل عام وذلك ربما، بالنظر إلى انتشار استعمال اللغة الفرنسية في هذا الإقليم، مما يسمح بتواصل أسهل وتكيّف أسرع.
إن تجنيد مديرية أمن مونتريال لشرطي من أصول جزائرية والسماح له بمخاطبة مواطنيه باللهجة التي يفهمونها، يؤكّد أن رقم جاليتنا هناك معتبر، ليس العبرة بالعدد فقط ولكن إلى نوعيتهم، حيث يتواجد هناك خير ما أنجبت الجزائر من إطارات وكفاءات، اضطروا إلى مغادرة البلاد بسبب ظروف يعرفها الجميع ولكن جميعهم ينتظر الفرصة لمساعدة بلادهم، غير أنّ الاستفادة من كفاءاتنا ليس في كندا وحدها ولكن في كل أنحاء العالم وهي كفاءات من الطراز الأوّل، على غرار البروفيسور ذي الصيت العالمي نورالدين مليكشي، الذي كان ضمن فريق الباحثين الذين ساهموا في تزويد المسبار «برسيفيرنس» الذي تم إنزاله مؤخرا على سطح المريح بمنظار «سوبر كام».
الاستفادة من جاليتنا في الخارج وإعطاءها الفرصة التي تنتظرها بشغف من أجل المساهمة في خدمة الجزائر والنهوض بها، يحتاج إلى ضمانات وتحفيزات جادة تقف وراءها إرادة سياسية حقيقية لإشراك أيّ جزائري، أينما كان، في بناء هذا الوطن. ولا يعني ذلك بالضرورة عودتهم إلى الوطن ولكن كل من موقعه قادر على تقديم خدمات جليلة، لأنّ بعض نخبنا العلمية في الخارج لا يمكنها أن تجد هنا ما توفّره لهم مخابر البحث الأمريكية أو غيرها من ظروف ووسائل.
علينا أن نضع نصب أعيننا، دائما، ما قدّمته فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا على طريق تحرير الوطن وما أشبه البارحة باليوم، حيث أنه عندما تعلّق الأمر بالوطن خرجت جاليتنا في مختلف عواصم العالم التحاقا بالحراك الأصيل، يرفعون شعارات الوطن ورايته، ولكن - للأسف - هذا الجزائري نفسه لا يجد حتى بنكا جزائريا يحوّل عبره أمواله إلى أهله وبلاده وبمثل هذه العراقيل نخسر الاستثمار في جاليتنا؟!