ما أقدم عليه السيّد محمد الطغرائي، الوزير المفوّض بالسفارة المغربية بالجزائر، خلال الندوة التي احتضنها، أمس، «منتدى الشعب»، إحياء للذكرى 32 لإعلان تأسيس الاتحاد المغاربي، يؤكّد أن تحقيق هذا الحلم مايزال بعيدا وكيف لا والطغرائي ثار وانسحب من القاعة بعد اتهام الصحفيين بتنسيق حملة إعلامية ضدّ بلاده وذلك لمجرّد أن بعضهم طرح سؤالا حول التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني وتأثيره على المسار التكاملي أو حول وضع حقوق الإنسان في المملكة. علما أن الأسئلة كانت موّجهة للدكتور سعيد مقدم، بصفته أمينا عاما لمجلس الشورى المغاربي، وليس لممثل السفارة المغربية بالجزائر؟
للتذكير، الطغرائي حضر الندوة بصفته ممثلا لسفارة بلاده بالجزائر في المنتدى، إلى جانب ممثلي كل من سفارات دول الاتحاد المغاربي، أي تونس، ليبيا وموريتانيا وكنا نأمل أن يكون المنتدى مناسبة رمزية لإحياء ذكرى إعلان تأسيس الاتحاد المغاربي، كما كنا نتمنى أن تكون فرصة لفتح نقاش صريح بين الأشقاء الحاضرين للحديث عن تطلّعات وآمال الشعوب المغاربية وعن الصعوبات والعراقيل التي حالت دون استكماله، بعيدا عن التصنيفات والتهّم المتبادلة؟
كنّا نتمنى كذلك أن يتحلّى ممثل السفارة المغربية بقدر أكبر من الحكمة ورحابة الصدر، غير أن انفعاله وانسحابه بتلك الطريقة الفجّة، يؤكّد أنّ ما يعرقل استكمال بناء الصّرح المغاربي هو خلط الأمور بعضها ببعض وإقحام ملفات لها مسارات أخرى مثل القضية الصحراوية المدرجة منذ ستينيات القرن الماضي كقضية تصفية استعمار، مما يعني أنها كانت موجودة قبل إعلان تأسيس الاتحاد، ولكن على الرغم من ذلك يصّر المغرب على إقحامها في مسار الاتحاد المغاربي؟
يبدو أنّ تصرّف السيّد الطغرائي كان وفق هذا المنطق، حين أخلط بين أسئلة صحفيين موجّهة إلى الضّيف المحاضر ولكن ودون أن يترك له حتّى فرصة الإجابة أو التحفّظ، قام من مكانه دون سابق إنذار ولا استئذان مغادرا القاعة، معتبرا أن مجرّد سؤال بسيط من صحفي هو إهانة لشخصه ومؤامرة ضدّ بلاده؟!