في مثل هذا اليوم قبل 61 عاما ارتكبت فرنسا إحدى أبشع جرائمها غير التقليدية مثل سلاحها، الذي جرّبته على شعب وأرض الجزائر التي عاثت فيها فسادا 132 عاما. جريمة غير تقليدية لأن نتائجها وآثارها لا تزال ماثلة في رقان وستستمر أضرارها لـ 4500 سنة أخرى – كما يؤكده خبراء- ممّا يعني أن الجريمة ستحصد مزيدا من الأرواح، تخلّف أجيالا متعاقبة أخرى ستولد مشوّهة الخلقة وتدفع ثمن مشروع تحالف شيطاني بين فرنسا الاستعمارية والكيان الصهيوني، سمي يومها جورا « اليربوع الأزرق « والذي لم يكن في حقيقة الأمر إلا عنوان جريمة نكراء؟.
«اليربوع الأزرق» أو كما أطلق على سلسلة التجارب النووية الفرنسية التي استهلت العام 1957 وانتهت العام 1960 بإجراء أول تفجير نووي على السطح، دشّنت به فرنسا دخولها النادي النووي، لكن تلك التفجيرات- الذي اعتبرتها فرنسا إنجازا احتفلت به- أخفت وجهه الأسود المتمثّل في الجرائم المرتكبة في حق جزائريين عزّل، استعملهم جيش الاحتلال الفرنسي يومها كفئران تجارب، ناهيك عن الآثار المدمّرة على البيئة بعد إبادة كل أوجه الحياة الحيوانية أو النباتية فما بالك بالبشر ؟.
الجريمة الشنعاء التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية في رقان لا تغتفر ولا تنسى فلا تكفي اعتذارات وتعويضات بشأنها لأنّ الأمر يتعلّق بجرح سيظل ينزف لـ 4500 سنة أخرى. فالجريمة مستمرة في الزمان والمكان والإشعاعات النووية التي خلّفهتا التفجيرات مازالت تمنع عودة الأمل في الحياة إلى أماكن لا تروي- في حقيقة الأمر- إلاّ حلقة من فصول طويلة من الإجرام الاستعماري الفرنسي، قتل العقل قبل الجسد بسياسات التجهيل والاجتثاث من الأصول من خلال المحتشدات وجرائم الإبادة بالمداخن والنابالم ...الخ. لكن رغم ذلك مازال اليوم من يتشدّق من الفرنسيين برفض الاعتذار للشعب الجزائري على اعتبار أنه إنقاص من كرامة فرنسا، وهم يعلمون أنه ليس للمجرم كرامة ولا شرف، بينما الشرفاء من الفرنسيين، سواء من الذين ساندوا الشعب الجزائري وقضيته بالأمس أو أحفادهم اليوم يدركون أنّ كرامة فرنسا ستعود عندما تتصالح مع نفسها وشعارات ثورتها بالاعتذار عن جرائم بشعة، يمثل ضمنها 13 فيفري حلقة واحدة من فصول سوداء طويلة ؟.