لا تزال الحرب الدائرة بين الجيش الصحراوي والقوات المغربية على طول الجدار العازل منذ 13 نوفمبر الماضي، محل شك لدى وسائل إعلام دولية، فلا تسليط للضوء على الأحداث الجارية بشكل رسمي، رغم صدور بلاغات يومية عن وزارة الدفاع الصحراوية، تروي تفاصيل ما يحدث، وآخرها إعلان البوليساريو غنائم الحرب من وثائق سرية وأسلحة مختلفة.
نفس الأمر، في نظر بعض الدول تعتبر ذلك مجرد تحركات، لا ترقى إلى المعنى الحقيقي للحرب على غرار ما حدث العام الماضي في ناغورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان، وهو سيناريو شبيه بما يحدث حاليا في الصحراء الغربية، سوى أنه نوع آخر من الحروب، يتمثل في حرب عصابات، يعتمد فيها طرفا الصراع على أساليب مختلفة في الدفاع عن النفس بشكل لا يوحي بوجود حرب حقيقية بسبب غياب مشاهد الأسلحة الثقيلة.
ومع كل ما يحدث، يلتزم الفاعلون الغربيون في المنطقة الصمت، لأن المصالح كبيرة. لكن قرار الرئيس الأمريكي السابق ترامب حول الصحراء الغربية حرك المياه الراكدة في المنطقة المغاربية، كما يحرك خلفه الرئيس جو بايدن الوضع في ليبيا بعد جمود أطال عمر الصراع، وذلك بعد أيام قليلة على توليه إدارة البيت الأبيض، وطالب روسيا وتركيا فورا بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية لإنهاء الحرب.
في هذا السياق، يبدو حلفاء طرفي النزاع في الصحراء الغربية (المغرب وجبهة البوليساريو) في انتظار الضوء الأخضر من بايدن حول قرار ترامب، هل يبقي على الإعلان الرئاسي أو يلغيه؟ حتى يتبين رسميا موقف واشنطن الجديد من الأزمة.
فرنسا الحليف الأول للرباط تدعم الحكم الذاتي لم تعلن بعد عن موقف واضح، وهي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، لكن بحكم مصالحها مع دول المنطقة وجدت نفسها في حرج كبير لدعم طرف على حساب آخر.
أما إسبانيا فتتمسك بموقف معتدل يدعو لتطبيق الشرعية الدولية لحل النزاع يحترم تقرير المصير، وهي في خلافات مع المغرب، عقب رفضها قرار ترامب. ويبقى الوضع في الصحراء الغربية متوترا ويزداد تعقيدا، يقود المنطقة نحو المجهول في انتظار الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية لفهم اتجاهات النزاع الجديدة.