كلمــة العـدد

الرّفوف المهجورة

بقلم: حبيبة غريب
23 فيفري 2020

رفوف تسكنها كتب، تتجاور فيها أسماء لمؤلّفين من مختلف الأماكن والأزمان، وتحتضن عناوين مختلفة المعاني والمجالات واللغات...إنّها نقاط بيع الكتب، هذه الفضاءات التي عرفت سابقا إقبالا كبيرا عليها، وعرفت أنامل تلامس كتبها بحب واحترام وأعين متلهّفة باحثة عن هذا أو ذاك من عناوين أو أسماء أدبية وعلمية معروفة أو جديدة، تعيش اليوم حقبة من الهجر وعدم الاهتمام، إلى حد أنّ عددها في تقلّص مستمر.
أسعار مرتفعة، سوء في التوزيع، انعدام التّرويج للكتاب وللعناوين، والأخطر من هذا نقص في الاهتمام بالمطالعة واللجوء إلى استعمال التكنولوجيات الحديثة كبديل فرضته العصرنة، هي بعض من الأسباب التي تقف وراء هجر المكتبات وخمول أنشطتها، هذا بالرغم من أنّ صناعة الكتاب عرفت تحفيزا خاصا ودعما كبيرا من قبل الحكومة.
الغريب في الأمر أنّ الصالون الدولي للكتاب يعرف إقبالا شعبيا معتبرا، واقتناءات للكثير من العناوين الوطنية والأجنبية، في حين يهجر نفس الزوار المكتبات ونقاط البيع في مدنهم بحجة غلاء الأسعار أو عدم توفر العناوين المطلوبة.
مفارقة تحتاج اليوم إلى دراسة معمّقة وحلول جذرية من أجل إعادة النظر في دور المكتبات ونقاط البيع، هذه الحلقة الهشّة في مجال صناعة الكتاب، والتي تعتمد عليها أساسا ثقافة المطالعة والمعرفة.
كيف يمكن إعادة إحياء الرّفوف المهجورة وجعل القرّاء يزورونها باستمرار؟ هل عن طريق أنشطة أدبية تقام فيها كما هو الشأن لبعض المكتبات الخاصة هنا وهناك؟ أم من خلال إعادة النظر في سياسة توزيع الكتب والتّرويج للمؤلّفين؟
هذه المهمّة التي يتنصّل منها اليوم الجميع، وعلى رأسهم دور النشر الخاصة والمؤسسات الثقافية العمومية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024