رفع التحدّي ممكن

سعيد بن عياد
22 فيفري 2020

شكّلت المحروقات إلى اليوم عصب الاقتصاد الوطني ومصدر الأمن المالي، إن الوضع تغير في ظل تحولات عالمية تشهدها أسواق المحروقات تحت تأثير انتقال طاقوي وتداعيات المناخ تستوجب إعادة صياغة خيارات المستقبل، بوضع القطاعات التي تملك فيها الجزائر أوراقا رابحة، مثل الصناعة والفلاحة والسياحة في مقدمة أولويات المرحلة.
في الوقت الذي يعود فيه تاريخ 24 فيفري بكل الرصيد التاريخي الذي يحمله والأبعاد التي يرسمها إلى اليوم وتستمر في المديين القصير والمتوسط، فإن ثقل الاحتياجات وصعوبة التحديات المفروضة بفعل تنامي الطلب الداخلي وإفرازات الاقتصاد العالمي تستوجب انتهاج الخيار الحتمي بالرغم من الصعوبات التي ترافق التحول لإدراك برّ الأمان وتأمين موقع يضمن النمو عن طريق إنتاج الثروة خارج المحروقات وتحسين الوضع الاجتماعي لعالم الشغل.
ضمن آليات إنشاء بدائل للمحروقات، إضافة إلى مسار الطاقات المتجددة الذي يكون محور العمل، خلال السنة الجارية بإقحام كافة الشركاء وإدراج كل القدرات المتاحة في مشاريع مندمجة تتمخض عنها نتائج ملموسة تطبيقية، يراهن على قطاع الصناعة بكل فروعه للرفع من نسبة النمو عن طريق تحسين معدلات الإنتاج والاندماج المحلي وحوكمة إدارة المشاريع، والأهم مواكبة الأسواق محليا ودوليا خاصة وان هناك قدرات لا يستهان بها، مادية منها وبشرية مثل قطاع صناعة والأدوية.
في هذا الفرع الصناعي الاستراتيجي، يرتقب أن تتحقق نتائج ملموسة بفضل عودة مجمع «صيدال» العتيد في ظل تولي إطار لها من الكفاءة والالتزام مقاليد التسيير متحررة من تبعات مراحل سابقة ومعتمدة على ثقة من داخل المجمع ومن محيطه بما فيها وزارة الصناعة، التي تفتح حاليا عدة ملفات لها ثقل في معادلة النمو، من تركيب السيارات وصناعة الدواء والصناعة الغذائية إلى غيرها من النسيج والمعادن المختلفة.
آخر الأخبار تفيد انه تم تحريك مصنع إنتاج أدوية الأنسولين بقسنطينة في إشارة إلى أن هناك حقيقة إرادة قوية لمواجهة السوق والمساهمة في رفع التحديات بالمنافسة والمبادرة وفقا لمعايير سوق مفتوحة لا مجال فيها لتلاعب أو عرقلة من شبكات احتكار السوق والاستثمار العمومي لفائدة مشاريع لخواص نافذين في عهد «العصابة».
هذا المجمع الرمز يبقى القاطرة للصناعة الدوائية بفضل تراكم التجربة وانتشار مواقعه الإنتاجية والتسويقية عبر التراب الوطني والمورد البشري الكفء خاصة في البحث والتنمية، وسبق في منتصف التسعينات أن حقق نتائج مشهود لها حينما سعت أطراف إلى تصفيته قبل أن تتولى الإرادات الطيبة المخلصة مهمة النهوض به ليصبح متعاملا منافسا وأقام شراكات مع شركات عالمية.
إنها نفس المهمة اليوم على عاتق مختلف مكونات الاقتصاد لكسب الرهان تأكيدا على أن هناك بنية صناعية قابلة للنهوض مجددا ولها القدرة على المنافسة لتقديم الإضافة المطلوبة بما يعزز الأمن الوطني الشامل الذي يمثل فيها الشق الاقتصادي العصب المحوري لضخ نفس جديد بالعمل المطابق لمعايير المنافسة، وقد يكون للصناعة الدوائية المثل الواقعي الذي يعالج كل الفروع الأخرى.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024