القطار لن يتوقّف...

نور الدين لعراجي
17 فيفري 2020

أبرق الخبير الاقتصادي وزير التجارة كمال رزيق تغريدة على حسابه بـ «تويتر»، يعلن من خلالها «الحرب» رفقة مصالحه على بارونات وسماسرة شعبة الحليب، ممّن عاثوا فيها فسادا واحتيالا دون وجه حق.
منذ ثلاث أسابيع تقريبًا راهن رزيق على تطهير الشعبة، وإعادة ترتيب بيت الصناعيين العموميين والخواص؛ ومحاربة البارونات الذين ينهشون الاقتصاد الوطني، يستفيدون من ريع الدولة، ليحولون المادة الأولية عن مسارها الحقيقي، فيدفع المواطن «المستهلك» فاتورة ذلك التحايل، وفي الكثير من الأحيان يكون رهينة التصرفات الدخيلة عن المعاملات التجارية، إما بإجبارية شراء الكيس بأثمان غير مطابقة لسعره المرجعي، أو حرمانه من التزود بالمادة الاستهلاكية بشكل يومي، وفي حالة حصوله على كيس حليب، فإنه يجبر على شراء مواد أخرى تتعلق بالشعبة سواء ألبان أو مشتقاتها.
مصالح رزيق بالعاصمة كشفت الغطاء عن ملبنة خاصة، تستفيد من الريع العمومي المدعّم لأكثر من مليون كيس في اليوم، ثم تقوم باحتكار المادة وممارسة أساليب الغش في عملية البيع والتوزيع، وهي تصرفات غير قانونية؛ وقعت في شباك أعوان الرقابة، والذين هم أيضا من جيل الجزائر الجديدة، غير ملطّخة أياديهم بممارسات الفساد؛ وربما لا يعترفون بمصطلح «التشيبة» الذي عليهم إزالته من المصالح العمومية؛ حتى نستعيد بريق جزائرنا المفقود.
وإذا كانت «بشائر الحرب» على «امبراطوريات شعبة الحليب» من مستثمرين، صناعيين وموزعين، فإن تجار التجزئة هم ايضا مطالبون بالتحلي بأبسط أخلاق الممارسة التجارية؛ فالأكيد أن هذه الملبنة ليست وحدها في السوق من تمارس ذلك، بل أن مثيلاتها كثر؛ كما هو الحال مع ملبنتين، واحدة في الوسط واخرى عمومية بالغرب؛ وصلت التقارير بشأنهما الى الوزير.
عمليات المراقبة مستمرة، وهو ما أعلن عنها رزيق في التغريدة، ودرجة العقاب تختلف من حالة الى اخرى، وسيكون المصير إما الغلق، المتابعة القضائية أو الشطب النهائي من ممارسة التجارة بحكم أنّها المسؤولة عن منح السجل التجاري أو سحبه.
القطار حسب رزيق، لن يتوقف، وهو ما ينتظره المواطن، لكن الاسرة الجزائرية في حاجة إلى «معارك أخرى» مع بقية المواد الغذائية، من اللحوم بأنواعها، الخضر والفواكه؛ فهل يصحو ضمير المستهلك ويقوم بدوره كمواطن لكشف هؤلاء السماسرة؟ لأن محاربة الممارسات الغريبة التي عشّشت في المجتمع، تقتضي تجند الجميع كل من موقعه، في ظل الارادة الحقيقية المتوفّرة الآن لدى المسؤول الاول عن القطاع، الذي أكّد أنّ القطار انطلق ولن يتوقف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024