«الفيلم القصير» مجال في صناعة السينما يواكب زمن السرعة والعصرنة، وسيلة لتناول رسائل تحاكي الواقع المعيش أو مواضيع الساعة، صنع لنفسه مكانة في الواجهة الفنية، وأصبحت لديه مهرجانات و مسابقات و جوائز و نقاد ومدارس. ظهوره في العشرية الأخيرة بالجزائر، اتسم بتناول المهتمين والمختصين فيه مواضيع اجتماعية راهنة، و كذا بتألق الكثير من الأعمال في المسابقات والمهرجانات الوطنية والعربية والدولية. وكثيرا ما نجد المخرجين والممثلين الشباب المهنيين أو الهواة، هم من يهتمون أكثر بهذا المجال، كونه لا يتطلب الكثير من الموارد المالية و الوسائل و التقنيات و المؤثرات التي تحتاجها صناعة الأفلام الطويلة. لكن وبالرغم من كون التكنولوجيات الحديثة حليفا قويا لصناعة الفيلم القصير، إلا إنها غالبا ما تصطدم بعراقيل كثيرة، تبدأ عند عدم اهتمام الجمهور، وقلة اكتراث السلطات الوصية ، وتنتهي عند نقص الموارد المالية وانعدام التشجيع و بيروقراطية صماء تعيق حتى أوقات التصوير. بإمكان صناعة الفيلم القصير أن تكون قاطرة لمشاريع استثمارية ، كون هذا النوع من الأفلام مواكبا للعصر، بنكهته الشبابية، ويسهل الاستثمار فيه والعمل على استقطاب الجمهور ، من خلال تنظيم مهرجانات و مسابقات وجوائز وجولات للأعمال الوطنية والأجنبية، والترويج له إعلاميا بتسليط الضوء على صناعه وعلى القضايا التي يتناولها. ومن دون شك، قد يشكل تشجيع ودراسة سبل تطوير الفيلم القصير في الجزائر تجربة رائدة قد تساهم بشكل ملحوظ و فعال في إنجاح المشاريع الوطنية الرامية إلى إعادة البريق لصناعة الفيلم الطويل وبعث الإشعاع السينمائي الوطني من جديد.