مرّة أخرى عادت الجماعات الإرهابية لاستهداف الجزائر من خلال محاولة يائسة تفطن لها أشاوس الجيش الوطني الشعبي بفضل درجة اليقظة العالية والجاهزية القصوى لمنع أي تسلل من خارج الحدود. لا يمكن للإرهاب أن يحقق مشاريعه في بلد قاوم وتحمّل لوحده لأكثر من عشرية مخططا جهنميا سعى أصحابه، من مدبرين ومموّلين ومرّوجين للدعاية الإرهابية، عبثا للنيل من بلد استعصى ثنيه عن مساره الوطني السيّد غير القابل للمساومة أو الابتزاز. الحدود الوطنية المروية بدماء الثورة التحريرية إبان حرب التحرير والتي يحرسها أبناء جيل الاستقلال، محرّمة على أعداء الوطن، وعلى عتباتها تنكسر مشاريع المجرمين مهما كانت القوى التي تحركهم والأفكار التي تغذي مشاريعهم الإجرامية. أبناء الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني على درجة كبيرة من المسؤولية في التصدي لأي محاولة ودحر أصحابها وكسر شوكتهم في اللحظة الحاسمة بحيث لا مجال في مثل ما حصل، أمس، للتردد في الضرب بيد من حديد وبالقوة اللازمة كل من تسوّل له نفسه محاولة المساس بحرمة التراب الوطني أو استهداف الأمن والاستقرار الذي يلقي بظلاله على ربوع بلد عانى فيه الآباء والأجداد بالأمس من ويلات حقبة استعمارية حالكة وواجه فيه الخلف في فترة سابقة هجمة إرهابية بشعة كلفت الشعب الجزائري ما لا يحتمله غيره قبل أن يحسم الأمر بالوقوف حصنا منيعا لحماية الجزائر بكل ما تطلبه ذلك من تضحيات جسام. التهاب المنطقة وخضوعها لمخططات تتقاطع مع دعاة الاستعمار الجديد العائد بأقنعة مخادعة استدعى، منذ الوهلة الأولى، التزام الحيطة واستشراف الخطر، ومن ثمة اتخاذ كل التدابير التي تقطع دابر الإرهاب وإفشال مؤامرات مدبريه مهما كانت أجنداتهم، بحيث لا يمكن تحت أي ظرف كان النيل من بلد يشهد عودة قوّية بفضل التحام شعبه حول السيادة الوطنية المسترجعة بتضحيات هي مضرب المثل والتقدير لدى الشعوب المُحبة للحرية والسلام، وإصراره على مواصلة الدرب الذي سطرته ثورة التحرير بكل ما حملته من قيم الكفاح من أجل الكرامة والدفاع عن السلم والأمن في ربوع العالم، وخاصة في إفريقيا العمق الاستراتيجي. بالموازاة مع انتهاج خيار مرافقة الحلول السلمية للأزمات تقف الجزائر بالمرصاد لمخططات خبيثة بفضل جاهزية جيشها الباسل ويقظة شعبها المدرك للمخاطر المحدقة الذي يعرف كيف يتعاطى مع مواقف تشكل تهديدا وخطرا، بالوقوف في خندق الدفاع عن الوطن المقدس الذي تهون في سبيله التضحيات، حفاظا على عهد شهداء نوفمبر والأجيال التي تحملت مشاقّ البناء والتشييد والتنمية، وهي سمة أصيلة لشعب أبي سوف تحبط إرادته الصلبة المتلاحمة، كيد الكائدين تماما، كما فعل في مراحل سابقة، تستمد منها تلك الروح الجموحة القائمة على حدودنا المحرّمة على كل من تسوّل له نفسه ارتكاب اعتداء غادر أو تنفيذ مؤامرة دنئية.
هي حدود تبقى مع ذلك فضاء لاحتضان مشاريع التعاون بين بلدان الجوار بعمقه الإفريقي، ضمن معادلة للتنمية التي تنتشل مناطق تتطلع للنماء من أوضاع صعبة مناخيا واقتصاديا لمرافقة السكان على الاستقرار محليا في تضامن وإخاء وحسن جوار لا مجال لتسلل أفكار شيطانية تستثمر فيها منظمات تحترف الإرهاب منهجا والخيانة عقيدة لخدمة مشاريع غامضة أظهر الزمن أنها تخدم قوى لا يغمض لها جفن طالما أن بلدا كالجزائر يقف على نفس المبدأ يواصل مسيرته وفقا لبوصلة الوطن ومصلحة شعبه.