راسلت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الأندية المحترفة (عن طريق الشركة الرياضية بالأسهم) لتقديم وثائق ضمن دفتر الشروط للحصول على «شهادة فريق محترف»، حيث يلتزم النادي بامتلاك كل هذه الوثائق والعمل بها ضمن إطاره التنظيمي.
فقد وقف الجميع على أن «الضعف» الكبير الذي تعاني منه أنديتنا منذ دخول الاحتراف يكمن في الجانب التنظيمي الذي أثّر على المستوى العام للبطولة المحترفة، حيث أصبحت المشاكل تصنع يوميات فرقنا وأضحى الحديث عن الاختلالات الموجودة في واجهة الأحداث «الكروية» عندنا أكثر من التطرق للأمور التقنية والتحاليل التكتيكية.
دخول الاحتراف لم يكن بأرضية صلبة تعتمد على احترام دفتر الشروط، مما أحدث عدم التوازن في التسيير وأدخل عديد الأندية في دوامة أصبح من الضروري معالجتها لإمكانية السير في الطريق الذي يساهم بإعادة الأمور إلى الوجهة التي ينتظرها «الشارع الكروي».
تصريحات الناخب الوطني الأخيرة التي أكد فيها أن «البطولة الوطنية مريضة»، تعكس هذا الوضع الذي تعيشه معظم الأندية، حيث لم تعد تساير «الوتيرة» السريعة لتراكم المشاكل وضرورة إيجاد الحلول المواتية في الوقت المناسب.
فالدراسة المعمقة للمعوقات وإرساء دفتر شروط محكم ومتابعته باستمرار، يكون ضمن الحلول التي تسمح بإعطاء «الأرضية» التي نتمناها وإخراج الأندية المعنية من النفق والنظر أكثر في تحسين الأداء التقني.
خروج الأندية الجزائرية «مبكرا» من المنافسات القارية، يعد نتيجة «حتمية» لوضعيتها التنظيمية، حيث أنها «اصطدمت» بأندية أكثر تنظيما ولديها استراتيجية متوسطة المدى على الأقل.
فالورشة واسعة بالنسبة للمعنيين بشؤون الكرة الجزائرية لمحاولة وضع «القطار على السكة الصحيحة» وإعطاء الوسائل الضرورية لعمل منهجي يقدم للتقنيين الظروف المواتية ل « صنع اللعب» بمستوى مرموق يسمح للأندية تقديم «الفرجة»، في إطار منظم يعيد «النكهة» والمستوى الكبير إلى ملاعبنا.. ويعطي للاعبين الفرصة للتألق والنظر إلى محاولة كسب مكان ضمن المنتخب الوطني الأول.