تفتك الطرق أسبوعيا بعشرات الأرواح وتدخل المئات من الجرحى في عداد الإصابة بالعاهة المستديمة، ترمل النساء في مقتبل العمر، تيتم العائلات في فلذاتها دون أن يوضع حد لهذه المجازر الأليمة.
في كل يوم نصحو على أخبار تحبس الأنفاس؛ جراء حوادث تشهدها الطرق السريعة والوطنية، فيجر الموقف إلى إعادة طرح السؤال من المتسبب في هذه المجازر المرورية؟ .
الحادث المروري بمدينة «أسطيل» خلف فقدان اثنا عشر قتيلا مع حصيلة من الجرحى فاقت الثلاثين وقبله عائلة من خمسة أفراد لقوا حتفهم ببرج بوعريريج والعشرات من القتلى في أسبوع دام، صور مفزعة لا تحتمل.
أسئلة كثيرة والإجابة عنها، تحتاج إلى ورشة مستعجلة، فهل هي وضعية المركبات القادمة من آسيا وأوروبا؟ أم هو تهور السواق في السرعة الفائقة؟ أم هي وضعية الطرق التي لم تعد صالحة أمام الحظيرة التي تجاوز معدلها الأضعاف أم أن المسؤولية جماعية يشترك فيها كل واحد من موضعه.
الوضع يزداد سوءا وينذر بالخطر الداهم كل يوم؛ فيغير حياة الضحايا الاجتماعية ويقلبها إلى مأتم، بالرغم من العمليات التحسيسية التي تقوم بها مصالح الأمن، الدرك، والسلامة المرورية؛تبقى دار لقمان على حالها ترثي كل يوم ميتا، سقطت أوراقه بين ركام الحديد.
تحولت الطرق والمستشفيات وسواحلنا إلى أماكن لتحرير شهادات الوفاة، بالإصابات القاتلة، الأخطاء الطبية وصار الموت عنوانا؛ ولا يقتصر على صغير أو كبير، التهور في السياقة لم يعد مقتصرا على فئة عمرية دون أخرى؛ بل الإنسان المتسبب الرئيس في كل هذه الحوادث؛ وبيده فرملة الخطر قبل وقوعه، وبعقله كبح السرعة المتهورة، قد يقول قائل إنها الأقدار وإن الساعة آتية لا ريب فيها، لكن أيضا التريث والحكمة صمام الأمان في تجنب كل هذه المآسي.