تأثر الاقتصاد الوطني في السنوات الأخيرة من الاستيراد العشوائي الذي أحدث عدم توازن بشكل أصبح ظاهرا من خلال ارتفاع العجز في ميزان المدفوعات للسنة الفارطة ..هذه الوضعية ساهمت في تنامي المتاعب الاقتصادية في الجزائر وارتسمت على عدة نقاط تطلب اعتماد خيار ترشيد صارم للنفقات.
وبفضل النظرة الجديدة التي ترتسم معالمها اليوم، يتم العمل على وضع الآليات المناسبة لعودة «عجلة» الاقتصاد الوطني إلى الدوران في الاتجاه الإيجابي بما يرسي معالم «نهضة» حقيقية تسير بخطين متوازيين، وهما الفلاحة والصناعة.
وضع مقومات النجاح تأتي بإعطاء الأهمية للمبادرة في مناخ مناسب يمكن من الوصول إلى الأهداف المسطرة، حيث أن الجزائر لديها مقومات كبيرة تسمح لها ببلوغ الأهداف في المجال الفلاحي .. بتشجيع المنتجين ووضع الوسائل التي تسمح لهم بالعمل في إطار محفز لتحقيق الاكتفاء الذاتي .. ثم التفكير في عملية التصدير لتدعيم الخزينة العمومية بالعملة الصعبة، التي أصبحت «صعبة» اليوم .
أغلب الدراسات تضع الجزائر ضمن الدول التي لديها الإمكانيات المطلوبة التي تجعلها مؤهلة لتصل إلى تحقيق أهداف كبيرة في هذا المجال.. وبالتالي الوصول في وقت قياسي إلى تقليص فاتورة الاستيراد التي بلغت أرقاما مذهلة في السنوات الماضية.
وسيرافق «الإنتاج الوفير» إعطاء الأهمية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الصناعة التحويلية التي ستمتص «هذه الخيرات» تدريجيا وتشجع «الفلاح» على مضاعفة الإنتاج.. في إطار معادلة «رابح – رابح».
السير على منوال الصناعة الغذائية يمكن من توفير مناصب شغل عديدة مباشرة وغير مباشرة، الأمر الذي يسمح بتجسيد خطة لامتصاص البطالة التي تحولت إلى شبح يطارد النمو، ومن ثمة تحسين آثارها على الجانب الاجتماعي بتوفير مناصب العمل خاصة لحاملي المشاريع والشهادات وأصحاب الكفاءة في الابتكار..
إن الاستيراد العشوائي «أفرغ» السلسلة الإنتاجية من محتواها وأضعف من قدرات المبادرة والتموقع لدخول «عالم الإنتاج» التنافسي، حيث أن التأثيرات السلبية لهذا الواقع كانت السمة البارزة في منظومة الاقتصاد الوطني لسنوات، قبل أن يتم دق ناقوس الخطر في عالم المؤسسات بغية إعادة تصحيح المعادلة.
وبالتالي، فإن المعطيات الجديدة سوف تعطي حتما كما هو متوقع الديناميكية التي يحتاجها الاقتصاد الوطني في ظل التحدي الذي يرتكز على «ضرورة الخروج» من «التبعية» للمحروقات وتوسيع «مجال الاستثمارات» باستغلال كل المقومات التي تعطي القوة في المستقبل القريب.