كلمة العدد

الوجه الآخر للرقمنة

بقلم: حبيبة غريب
19 جانفي 2020

انفتحت الجزائر بموجب العولمة كغيرها من الأمم على عالم الأنترنت والتكنولوجيات الحديثة، وأبحر معظم ساكنيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفضاء الأزرق، جاعلين لأنفسهم فيها فضاءات للتعبير، التعارف، النقاش، الإشهار والترويج لأفكارهم، آرائهم ومواهبهم.
ولم تتخلّف فئة المبدعين، أدباء، شعراء، نقّاد أو فنانين كانوا، عن ركوب الموجة من خلال فتح صفحات لهم بهدف إعلام الخاص والعام بما تجود به قرائحهم من إبداع.
كما أصبح النشر الإلكتروني الملاذ الآخر لكل كاتب استعصت عليه سبل النشر الورقي بسبب غلاء كلفتها، وأغلقت في وجهه دور النشر ونبذته معظم وسائل الإعلام.
بات هذا الفضاء منصّة للنشر والنقد والتميز، وكذا وسيلة للمبدعين ساعدتهم على تخطي الحدود الجغرافية للتقرب أكثر من المتلقي،  وسمحت لهم بالمشاركة في المسابقات الإلكترونية والنشر في المجلات الالكترونية والمؤسسات الثقافية الافتراضية التي أصبحت  تقيم المسابقات وتقدم الجوائز والتكريمات، وكذا تسير على منهج المجلات والجرائد الورقية.
لكن هذا الملاذ لا يخلو بالرغم من كل إيجابياته من بعض المخاطر مثل السرقة الأدبية والسطو على نصوص الغير، كون الكثير من المبدعين ليس لهم الإمكانيات المادية أو تمنعهم ظروف إقامتهم من تحصين الموهبة من خلال التسجيل بالديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
واستطاع البعض توثيق مواهبهم من شعر وغناء وموسيقى وفن تشكيلي، وإبداعات أخرى من خلال تقنية الفيديو التي تعد الأكثر سلامة وحماية لإنتاجهم من السطو والتلاعب به.
ومن بين سلبيات النشر الإلكتروني أيضا، تلك المضرّة بقيمة الإبداع،  فالمواقع الالكترونية فضاء حر تبرز فيه الرّداءة ويكثر الغرور الزائف، و«النفاق الإلكتروني» من خلال تشجيع الرواد لكل من كتب سطرين أو بضع كلمات لا تمت للأدب بصلة ولا لقواعد اللغة والنحو.
هؤلاء هم الذين يمنحون  أنفسهم  صفة شاعر وكاتب وروائي، وتنهال عليهم «الجامات» وتعليقات المحاباة لحد أنّهم يعاتبون ويحظرون من ينتقد أو لا يتفاعل مع نصوصه.
في غياب قوانين تحفظ حقوق كل واحد، يبقى النشر الإلكتروني عملة ذات وجهين يستعملها المبدع للتعريف افتراضيا بنتاجه وتقديمه لأكبر عدد ممكن من الجمهور، يتحمّل مخاطر سلبياتها وإخطارها في انتظار أن يهتم به على أرض الواقع ويعرف في المشهد الثقافي الواسع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024