حصاد الخميـس

أجراس القيامة والأصابع الزرقاء

بقلم : نور الدين لعراجـــي
08 جانفي 2020

بعد فترة استثنائية عكفت فيها الجزائر إلى راحة دبلوماسية فرضتها الأحداث الداخلية والتطورات السريعة على المشهد السياسي وما انجر عنه من تحول ديمقراطي سلس؛ خالف كل القراءات التي راهنت على دخوله نفق التوتر والانسداد السياسي بشقيه الأمني والاجتماعي.
الرهانات على الأرض جاءت عكس توقعات المتابعين؛ ولم يصل مستوى الحذر الذي دقت لأجله أجراس «القيامة»؛ إلا عشرة أشهر من العمل التكتيكي والحنكة السياسية؛ وفق ورقة طريق مثالية وضعتها المؤسسة العسكرية؛ من مرافقة للحراك الشعبي وصولا إلى تنظيم انتخابات رئاسية أثبتت للعالم أجمع بأن الجزائر بلد الاستثناء، وبإمكانها ان تخطو خطوات نحوالنجاح والخروج الى اليابسة بعد أن استوت السفينة على الجودي.
تطلعات الجزائر الجديدة ظلت مرهونة بالأصابع الزرقاء التي صنعت الفارق، وظلت وفية واقفة مع الجمهورية، إلى آخر نفس، لم تؤثر فيها فوارق الحياة وظلم ذوي القربى؛ لأنها تعي جيدا ان المكاسب لا تهدى، وأن ضريبة التضحيات لا تقدر بثمن، وإذا كتبت لها الاقدار النجاح والخروج من النفق؛ فهي صمام الأمان.
ستظل هيبة الأصابع الزرقاء تصنع الفارق في المشهد السياسي؛ بعد ترتيب البيت الداخلي، ووضع برامج عمل الفريق الحكومي، هاهي تحول الجزائر الى قبلة يحج إليها الرؤساء وممثلو الهيئات الدولية؛ في سباق مع الزمن تفرضه المتغيرات والتأثيرات الدولية.
فقد شهد هذا الأسبوع إنزالا دبلوماسيا، مكثفا؛ واعتلى المشهد بوتيرة تسارعية جدا؛ الملف الليبي الذي سيكون له الشأن الأكبر من المحادثات سواء تلك التي سوف تجري على الأرض أو التي ستكون خارج الديار، بفضل الدعوات المتتالية التي وصلت رئيس الجمهورية لحضور فعاليات مواعيد كبرى.
عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول عقيدة فرضتها المرجعية التاريخية للجزائر وهومبدأ ثابت لا يتغير بتغير الأسباب والظروف، وإن كانت المساعي الجزائرية في حل النزاعات الدولية سابقة، فإن تقديم الحلول والمخارج بأقل الأضرار سيكون الفارق لأنه بصمة جزائرية بامتياز.
حكمة الاسبوع
ليس المهم أن يموت أحدنا، المهم أن تستمروا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024