في سابقة تحدث لأول مرة، لم تتسلل الأسماء المعنية بالحقائب الوزارية وكتاب الدول، منذ تكليف قائد الطاقم الحكومي بتشكيل حكومته، حالة الترقب الشديدة هذه المرة كممت بعض الأصوات التي كانت تتاجر بالسبق الإعلامي وهم خارج مهنة الإعلام، وبعضهم يعيش في الضفة الأخرى من المتوسط يقتات من فتات أخبار لم يعد أصحابها يملكون أدوات الربط والحل، بل غادروا أماكنهم.
جرت العادة في العهدات الأربع للرئيس السابق، التعرف على أصحاب الحقائب من قنوات يديرها أصحاب الشأن العام تنشر على دارات مغلقة، فيما يبقى القارئ أوالمواطن شارد الانتظار من قنواته الرسمية، يغتاله الشك والتخمين، حتى تخرج أخبار التعيينات بمفاجئاتها وأثقالها.
الإعلان عن أول حكومة في عهد الجزائر الجديدة، لم يكن لها أن تسلك نفس الترتيبات السابقة، حتى أنها بقيت حبيسة أنفاس أصحابها فقط، ولم يعلن هؤلاء عن تعييناتهم لا على صفحاتهم ولا إلى أقرب مقربيهم، بل أن التكتم كان سيد المواقف كلها.
بعد انتظار وترقب مصحوبين «بالسوسبانس» لم يجد المضاربون في مثل هذه الأمور سوى إطلاق الاشاعات أو تداولها في العالم الافتراضي، فكانت الأسماء التي تم الترويج لها غائبة تماما من تشكيلة الوزير الأول جراد، وبين صدمة وتعجب، تنوعت آراء النخب وتوزعت مناشيرهم.
ومثلما لقيت بعض الأسماء ترحيبا شعبيا باستوزارها، وتوليها مناصب في قطاعات حساسة يمكنها تقديم البديل، على غرار التعليم العالي، الصحة، التربية والعدل، تساءل البعض عن غياب حقائب أخرى كانت في أذهان البعض.