يعرف سوق الانتقالات الشتوي هذا الموسم فتورا كبيرا على غير العادة، حيث أنّ أخبار جلب اللاّعبين أضحت قليلة في المحترف الأول، الأمر الذي يستدعي طرح العديد من التساؤلات.
وتكون الفرق قد قرّرت الاعتماد على التعداد الذي تملكله لمواصلة العمل الذي انطلق في بداية الموسم، وهو أمر مشجّع لمستقبل الكرة الجزائرية، حيث أن عدم الاستقرار أثّر كثيرا على الأداء في السنوات الأخيرة.
بالرغم من أن بعض الاختصاصيّين يرجعون عدم «تنشيط الميركاتو» إلى الظروف المالية الصعبة التي تعيشها الأندية، والتي فرضت هذا الواقع حيث أن استقدام لاعبين جدد سيجعل الإدارة تبحث عن إمكانيات مادية إضافية، في الوقت الذي لم تحل العديد من المشاكل التي تتعلق باللاعبين الموجودين في التعداد.
كما أن هناك سبب موضوعي آخر، والمتعلق بعدم تألق اللاعبين بشكل ملفت خلال مرحلة الذهاب، والتي تجعل «الفرق الكبيرة» تتهافت عليهم لتدعيم الصّفوف، فالتعداد الموجود بمختلف الأندية له نفس المستوى تقريبا في جل الفرق.
ولذلك، فإنّ الأيام القادمة وإلى غاية نهاية سوق التحويلات الشتوي قد لا تكون هناك انتقالات كثيفة، ما عدا بعض اللاعبين الذين يريدون تغيير الأجواء من أجل الحصول على وقت أكبر للعب في فريق آخر.
ويمكن القول في هذا المجال أنّ انخفاض وتيرة الانتقالات في شهر جانفي سيعزّز العمل لدى الأندية من الناحيتين التكتيكية والفنية، حيث أن كثيرا ما لاحظنا أنّ اللاعبين الذين يتنقّلون في الميركاتو الشتوي قلّما برزوا مع فريقهم الجديد.
وحتى الأندية الأوروبية الكبرى التي تزخر بإمكانيات ضخمة تتجنب الانتقالات الشتوية بشكل كبير، وتضع استراتيجيتها للميركاتو الصيفي للسماح للاعب والمدرب بالعمل لفترة طويلة في التحضيرات قبل الانطلاق في الموسم الجديد.
وربما تكون أنديتنا قد «درست» الأمور بشكل معمّق، بعدم «المغامرة» في جلب عدد من اللاعبين في الوقت الحالي والاعتماد على التعداد الموجود من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأحوال المادية الصّعبة فرضت هذا الواقع....؟