تعيين عبد العزيز جراد أستاذ العلوم السياسية، وزيرا أول في حكومة الرئيس عبد المجيد تبون؛ يأتي في ظروف استثنائية تعيشها الجزائر على المستويين المحلي والإقليمي، وانعكاسات هذه الأحداث على الجزائر؛ بعد عشرة أشهر من الحراك الشعبي والمطالب التي رافقت الهبة الشعبية، حيث تحقق منها الكثير؛ وتجسدت على أرض الواقع.
فيما تظل التهديدات الأمنية على الساحل الصحراوي خاصة؛ محور ليبيا ومالي من أهمها وأخطرها على الاطلاق.
إن حنكة الوزير الأول وتجربته في تولي المسؤولية في مواقع عديدة تجعل منه الخبير المتمرس؛ وصاحب نظريات الفلسفة السياسية وإدارة الأزمات.
سيكون لكل هذه المحصلات؛ البصمة المثالية في معالجة التوترات وتقديم الحلول الممكنة لتجاوز أي أزمة سياسية وأمنية من شأنها عرقلة مسار التنمية في برنامج حكومته.
اللجوء إلى الكفاءات الجامعية وتعيينها في مراكز القرار سيدفع بالنخبة إلى تقلد مناصب عليا في الهرم ومساهمتها في إيجاد المخارج الكفيلة بضمان الاستقرار والتطور على المستويات الاجتماعية؛ السياسية والاقتصادية، وهي خطوة كفيلة باسترجاع الثقة مع إطارات البلد وكفاءاته لتنفيذ البرنامج الرئاسي.
تعهد الرئيس تبون مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات وفوزه بالاستحقاق؛ بأن تكون حكومته من الشباب الجامعي والنخبة المثقفة، لتنويع مصادر الدخل والاقتصاد.
إن تعيين جراد لقيادة الجهاز التنفيذي الجديد ترك تجاوبا وارتياحا لدى الأوساط المثقفة خاصة في حقل الجامعة، بحكم أن الوافد الجديد ظل وفيا لمساره الأكاديمي لم يغادر مدرجات الجامعة.