ماذا بقي من الحراك اليوم والانتخابات أسفرت عن رئيس جمهورية منتخب وشرعي، أفرزه الصندوق، وامتنعت فئة عن التصويت، واختارت فئة مرشحين آخرين، وعبر طرف آخر عن رفضه، أما الأغلبية من الوعاء انتخبت رئيسا لكل الجزائريين دون استثناء.
جنازة الفقيد ڤايد صالح أظهرت اللحمة القوية والتماسك الكبير بين الشعب وجيشه، فلا غرابة أن تشهد جنازة قائد عسكري من سلالة جيش التحرير تلك الهبة الشعبية وذلك التشييع الأسطوري الذي رافقه إلى العالية، حيث ترقد روحه بجوار الشهداء.
صور وتلاحم الجيش الوطني الشعبي مع الشعب، سابقة في تاريخ العالم، لكنها في الجزائر صنعت الاستثناء، بحيث أثبت رجال المؤسسة من ألوية وقادة النواحي والسلاح، وهم يشقون الحشود البشرية راجلين، قصد الوصول إلى مراسم الجنازة، أنهم أبناء هذا الشعب أما الرتب العسكرية فهي مرتبطة بالوظيفة لا أكثر، لذلك كانت الهتافات بحياة الجيش؛ تصدح من كل الحناجر؛ وحياة زعيمها الفقيد تعلو عنان السماء .
ماذا بقي من حراك، تنفذ الفئة الضالة منه أجندات تفتيت القيم، والقفز على تاريخ الأمة وثوابتها المرجعية والدينية.
ماذا بقي من الحراك الذي تخلى عنه الحراكيون الشرفاء ممن خرجوا في الجمعات الأولى بالملايين ؛رافضين الخامسة وإسقاط العصابة من الحكم، وبعدما تحققت المطالب، انحازوا غير بعيد عن المشهد ينتظرون بوادره، دون أن يتملكهم في ذلك المشاركة في خرجات صارت مشبوهة بكل التفاصيل.
الأوضاع الإقليمية في الحدود على فوهة بركان، ما يستدعي التخندق في صف الوطن؛ والاستجابة لضمير الأمة وتفويت فرصة الاختلالات مهما كان نوعها صار فرض كفاية.
الشارع اليوم عليه أن يهدأ، حتى يستطيع رجال الأمن الالتفاف حول ماهو أهم، فهناك تعبئة أخرى تنتظر الجميع والتجند ضد التهديدات أصبح فرض عين.