سيجد رئيس الجمهورية نفسه أمام قطاعات مريضة جدا ، تتفاوت درجات تعبها من قطاع الى اخر ، وقبل تشخيص هذه العلل لعلاجها والكشف عنها ، يتحتم بالضرورة ان تكون ادوات التشخيص كفيلة بوضع يدها على موضع الداء وليس على اعضاء اخرى هي في غنى عن الكشف، لأنها محصلة لعضو مريـــض ، إما علاجه او استئصاله نهائيا.
لا تنفع معه الاسعافات الاولية، لان «السرطان» انتشر في الجسد ولا حيلة لأية طريقة في العلاج من شأنها القضاء عليه .
الجزائر تشبه ذلك المريض الذي يشتكي من سموم قاتلة ، تؤرق حياته ، وتجعله في دوامة ماراطونية مع الإدارة التي لاتزال غارقة في البيروقراطية،والتخلص منها ليس بالأمر السهل بل يقتضي استئصال المرض من جذوره.
الأمراض كثيرة متفشية في المجتمع ايضا،والتغيير يكون بطريقة عمودية وليست أفقية؛ لان الفاعل الرئيس هو المواطن صاحب التصرفات السلبية كانت ام الايجابية ومدى تأثيرها على باقي الافراد.
ثلاثة دعائم تقوم عليها الإصلاحات القادمة؛ أولها التخلص من ذهنيات الماضي او ما يعرف بسياسة «البايلك»، وكل فرد يتحمل مسؤوليته غير منقوصة،ثانيا تفعيل سلطان القانون ويقتضي عدم التسامح مع اي هفوة أو تقصير في أداء المهام، اما العنصر الثالث والأخير وهو تشجيع الطاقات الشغيلة والرفع من كرامتها وحفظ عيشها الكريم دون نقصان.
الورشات القادمة الجديدة ستكون مرهونة بمطالب الحراك الشعبي ؛لأنها استطاعت التعبير عن كينونتها بالأدوات القانونية،شريطة الحرص على التوافق والمرافقة لتخطي المرحلة ؛وإعادة الاعتبار لمفهوم المواطن الفاعل في مجتمعه وليس المواطن الكسول.